الرئيسية / تعلم كيف / كيف تتعامل مع شغب طفلك

كيف تتعامل مع شغب طفلك

كثير من الأمهات يعانو من شقاوة أطفالهم و يمكن أن يؤدي بهم الأمر الي ضرب الطفل و لكن طبعا هذا تصرف غير صحيح علي الاطلاق

يعتبر التعامل مع شغب الأطفال إحدى أكبر الصعوبات التي يواجهها الأبوين عبر مراحل نمو أطفالهم، وما يدعو للأسف أن لا أحد من الابوين في الغالب يهتم للطريقة الصحيحة للتعامل مع شغب الاطفال. فلا غرابة أن نرى المشاكل الناتجة عن شغب الأطفال داخل الاسر آخذة في الازدياد، بالإضافة إلى أنَّ التعامل مع شغب الطفل والتحكم في مشاعر الآباء، صارت من أصعب الأدوار التي يقوم بها الوالدين أثناء عملية التربية. إنَّ طبيعة الشغب لدى الاطفال – ظهوره هكذا فجأة وبلا مقدمات – يجعله ضمن السلوكيات التي يصعب التعامل معها. وقد بات الغضب والانفجار والارتباك والهموم اليومية والمشاكل التي تواجهها العائلة، نتيجة شغب أطفالهم المزعج ، عوامل توتر ليس للأبوين فقط، بل لكل أفراد العائلة.
ولكن ما الحل؟ و ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع شغب الاطفال ؟
إنَّ عقاب طفل المشاغب ، أو الطلب منه التوقف عن الشغب بصرامة ، سيعود بنتائج سلبية أبعد بكثير مما نتخيل، نتائج ستؤثر على صحته النفسية والجسدية وسلامته العقلية والذهنية. إنَّ قلة خبرتنا في التعامل مع شغب أطفالنا ، يمكنه تحريك المشاعر التي تقلل من شعورنا بالكفاءة كآباء، الأمر الذي يجعل الخلافات تنشب بين الآباء والأبناء، لأنَّ كلاً منهما يريد تنفيذ إرادته الخاصة، وفي النهاية يتوثر الخلاف بقول احدهم “لقد قلت ذلك ولن أغيّر رأيي”.
بعض الافكار المغلوطة في التعامل مع شغب الاطفال

بسبب التربية الخاطئة التي تلقاها الوالدين والأفكار المغلوطة التي ورثناها كآباء من أُسَرِنا، تعلّمنا في طفولتنا بأنَّ الشغب سلوك سيّء وأنَّ الطفل المشاغب إنسان سيّء وإنْ غضبنا فهذا هو الخطأ الأكبر، هذه المعتقدات الخاطئة جعلت الكثير من الاباء و الامهات غير قادرين على التعامل مع شغب الاطفال بالطريقة الصحية . لذلك، عندما نواجه شغب أبنائنا بغضبنا، نحول الأمر ليأتي بنتائج عكسية، إذ ليس من الحكمة معاقبة الطفل لأنه عبّر عن شعوره بالشغب ، لأنه سيزيد من حدّة المقاومة لدى الطفل وسيشعره بمزيد من الغضب.
إن معاقبتنا لطفلنا، فيما ما لو حاول التعبير عن مشاعره، مهما كان شكلها سيحرم الطفل من النمو النفيسي السليم و من الجو الهادئ المريح، الذي يمكنه فيه التعبير عمّا يشعر به، دون خجل أو قلق، كذلك، سيمنعنا كآباء، من معرفة سر غضب طفلنا، وأسباب الثورة التي لديه، وهكذا سنغلق الباب على أنفسنا، وسنقيم حاجزاً وحائطاً بيننا وبينهم، بدلاً من أن نفتح طريقاً لنا ولهم، لمحاورتهم وفهمهم وتقديم المساعدة لهم، الأمر الذي سيقودهم إلى حالة من الكبت يصعب التخلص منها بسهولة.
بعض أسباب شغب الأطفال.
يلجأ الطفل عادة للشغب بسبب أمور كثيرة. فقد يكون نتيجة للإنزعاج أو قلق شعر به بسبب مواقف محرجة، أو بسبب الإحساس والخوف من الوحدة، المهم أنه في كل الأوقات التي يلجأ فيها الطفل للشغب ، يكون شعوره هذا – مهما اختلفت أسبابه – ناتجاً عن إحساسه بالضعف وقلة الحيلة، وعدم القدرة على إدراك أو فهم أو تغيير ما يحدث له.
و قد يشاغب الطفل أحينا و هو في قمة سعادته ! و أحياناً قد يشاغب لأنه خسر شيئاً ما ، لا أمل في أسترجاعه ، للفت إنتباه الاخرين ، أو للتعبير عن الغضب ، أو لإدراكه بأنه صار بلا حول ولا قوة بعد هذه الخسارة. قد يلجأ الطفل أحياناً للشغب ، بسبب عدم وضوح القوانين والمبادئ التي عليه اتباعها، وبالتالي هو بشكل أو بآخر، يسعى ليقول للبالغين بأن عليهم تحديد وتوضيح القوانين الواجب منه اتباعها بصورة أكثر وضوحا وتأكيداً، أو أن يشرحوا له الأمور بوضوح. يمكننا بكلمات أُخرى القَول بأنَّ شغب الطفل هو العَلَم الأحمر الذي عليه رفعه في كل الأوقات، كي يخبر الآخرين بأنَّ هناك خطأً جسيماً يحدث في حقه.
الطريقة الصحيحة للتعامل مع شغب الاطفال
شغب الاطفال anger children
إنَّ ردة فعل الآباء تجاه شغب أطفالهم عادة ما تحدد سلامتهم النفسية في المستقبل. إن تعليم الطفل الطريقة السليمة التي يمكنه فيها التعبير عن خطئه، عملية صعبة تتطلب وقتاً وصبراً، لكنها أمر ممكن حدوثه، والنتيجة التي ستحصل عليها في النهاية تستحق التعب والعناء. إن حسن التصرف مع شغب الطفل بطريقة صحية ينمّي شخصية الطفل، ويساعد الوالدين على بناء وتقوية علاقتهما مع طفلهما، ويؤكد للطفل فكرة أنه ينمو ويتطور. و في ما يلي أفضل الطرق الصحيحة للتعامل مع شغب الاطفال مرتبة عبر خمس خطوات حسب الاهمية كالتالي:
1- المكافأة و “العقوبة ”
أولا يجب التنبيه على اننا لا نقصد هنا بالعقوب أسايب الضرب او الزجر التوبيخ العنيف ..لا أبدا. و من الللازم ايضا التخلي عن معتقداتنا القديمة التي تقول بأنَّ الشغب أمراً سيئاً يجب التعامل معه بفضاضة!، لذلك يجب مراقبة سلوك الطفل و كما أتى سلوك جيدا من تلقأء نفسه يجب هنا مكافأته بالمدح و التشجيع أو حتى بهدية كي يدرك فطريا انه كما إبتعد عن الشغب يصبح محبوبا ذا أهمية ،و كلما لجأ الى الشغب يصبح منبودا بلا أهمية ، ثم يجب تعليم أطفالنا بأنَّ الغضب أمر طبيعي. بعد ذلك تصبح المهمة المطروحة أمامنا هي الكيفية التي على الطفل التعبير بها عن غضبه و عدم كبته ، والطريقة التي يمكن أن يحول مشاعره هذه إلى شيء مثمر أو على الأقل يُعبر عنها بصورة مقبولة بعيدا عن الشغب.
2- التوضيح و عدم التجاهل
عادة يلجأ الأطفال الى الشغب لأنهم يريدون القيام ببعض الأمور التي تفوق قدراتهم، وعندما لا يتمكنون من ذلك يصرخون ويبكون ويلقون بالأشياء التي في أيديهم. هذا النوع من السلوك فرصة ذهبية للوالدين لتهدئة أطفالهم وإعطائهم التوضيح الكافي لما أثار توترهم، فعندما يغضب الطفل لأنَّه لم يتمكن من إنهاء تركيب لعبة المكعبات، بدلاً من أن تقول الأم له: “هيا أدخل إلى غرفتك وتوقف عن البكاء حالا “، يمكنها أخذ ردّة فعل ايجابية كأن تفسِّر له سبب غضبه قائلة: “أنا أعلم بأنَّك غاضب، لأنَّ المكعبات وقعت منك أكثر من مرة فهذا شيء عادي جدا يقل لكل الاطفال “. ثم تحاول مساعدته إذا اقتضى الامر ذلك ، وهكذا تصبح الأم المرآة التي تعكس وتحلل للطفل مشاعره وأسبابها و طريقة ردة الفعل السليمة .
3- علاج جذر المشكلة
على الآباء إيجاد ومعرفة الأسباب التي تجعل الطفل يلجأ الى الشغب، فعلى سبيل المثال إن حدث وضرب طفلنا أخاه، عادة ما نتوجه إليه بشكل تلقائي طالبين منه ألا يضربه، لكن علينا أن نفكر بأبعد من ذلك في السبب . و معالجة هذا السبب، كذلك علينا إدراك الفرق بين الغضب الذي لا يتعدى كونه مشاعر طبيعية مؤقتة، وبين العدوانية التي عادة ما تكون محاولات تهدف عن قصد إلى الإيذاء أو التدمير، لا بد لطفلنا من أن يعرف بأنَّ التعبيرعن الغضب مقبول، أما التدمير و العدوانية فمرفوضة.
4- تعزيز احترام الذات
عندما يشعر الطفل بمشاعر طيبة تجاه ذاته، تتكون لدية ذات المشاعر تجاه الحياة بأكملها، إلا أننا مع الأسف في معظم الحالات نسعى لإلصاق المشاكل والأخطاء بأبنائنا، ونحاول تذكيرهم بأخطائهم بدلاً من أن ننساها، الأمر الذي يؤثر على صحتهم النفسية. إنَّ الطريقة التي نحترم بها ذواتنا توثر على أولادنا، فنحن مثالهم الأعلى وقدوتهم، لذلك كلمات التقدير أمر ضروري للطفل. تؤكد إحدى الإحصائيات بأنَّ معظم الآباء يقولون تعليق إيجابي واحد مقابل ثماني تعليقات سلبية عن أنفسهم وعن أولادهم. مع الأسف كثيراً ما نقوم بالحكم على تصرفات أبنائنا الخاطئة بقسوة، معتقدين بأنَّ هذه هي الطريقة المثلى في التربية، ناسين بأنهم يحتاجون كما للتقويم كذلك إلى المدح والتشجيع. إنَّ تقييم الأطفال لذواتهم، يعتمد على تقييم والديهم لهم، لأنَّهم يرون أنفسهم من خلال عيون آبائهم، لذلك من المهم استخدام الكلمات اللطيفة والمدح والأحضان، لأنَّها تؤكد للأطفال بأنَّهم محبوبون ومقبولون.
5- اترك خطوط التواصل مفتوحة
دائماً كن على تواصل مسمر بينك وبين أطفالك، و مواكبة نموهم النفسي من خلال تشجيعك لهم على التعبير والحديث عن مشاعرهم، وبناء الثقة لديهم. أعطهم الفرصة والمساحة لأخذ بعض القرارات المناسبة لأعمارهم شرط أن لا تكون الخيارات المتاحة أمامهم أكثر من خيارين اثنين فقط. مثل: “هل تريد الجلوس على الكرسي أم على الأريكة؟”، “هل تريد أن تأكل البطاطس أولاً أم الأرز”. وهكذا فيما هم يكبرون يصبح أمر التصرف و أخذ القرار أكثر سهولة ، لأنك سبق ودرّبتهم عليه.

 

 

6. لا تضع الأشياء المغرية للطفل -بمعنى المحبوبة الممنوعة- أمام ناظري طفلك:

فإذا كان يريد دائماً أن يلعب بهاتفك المحمول، وأنت دائماً سريع الغضب منه لما يفعله في هاتفك وللأذى الذي سيلحق بجوالك؛ ضعه بعيداً عن عينيه أو بمكان بعيد لا يستطيع الوصول إليه، لكن من الضروروي أن تعوضه عن ذلك بشيء ما.

الخطوة الثانية: اجعل طفلك على دراية بسوء التصرف
1. ابق هادئاً:

لا بأس أن تترك الموضوع قليلاً ليبرد، ما يمنحك الوقت للتفكير في إجراءات تأديبية معقولة، وتعطي الطفل الوقت ليفكر فيما فعل.

كن واضحاً مع طفلك أنك بحاجة إلى وقت للتهدئة، وأنك ستناقش المسألة معه عندما تكون مستعداً.

قاوم تصرفاتك في أن تهدد أو تنتقد، واحذر من علامات التحذير التي تظهر عليك أثناء الغضب (كأن تجحظ عينيك أو أن تلوح بيدك في علامة تهديدية)، هذا سوف يزعج طفلك أكثر، ويمكن أن يكون له آثار دائمة على احترام الذات.

إن كنت لا تستطيع أن تكون هادئاً أمام طفلك استخدم بعض التقنيات مثل تمارين التنفس والاسترخاء، المشي؛ اذهب إلى الحمام مثلاً وفكر جيداً قبل أن تتصرف دون تفكير وتؤذي طفلك وتزيد الطين بلة بدلاً من إصلاح الأمر.

2. أخبر طفلك لماذا أغلب الأوقات “لا”:

من المهم أن تشرح لماذا سلوكهم غير مقبول، وأن يفهموا لماذا يتم توبيخهم، هذا سيعلمهم أن أفعالهم لها عواقب.

كن حازماً، لكن لا تستخدم الصوت العالي، فإذا كنت متعاطفاً في تصرفك مع الطفل، سوف يتعلم طفلك أن يفعل الشيء ذاته، ابق هادئاً وتحدث بوضوح معه، ولا تنسَ أن تتواصل معه بالعين.

قدم تفسيراً وافياً إذا كان طفلك يبلغ من العمر ما يكفي لفهم الموضوع، فهذا يبقيه مركزاً على أثر سلوكه وكيف يضر بالآخرين، وبالنسبة للمراهقین، ناقش معهم تداعیات أفعالھم أو قراراتھم علی نطاق أوسع.

3. ساعد طفلك على الخروج من الحالة التي وضع نفسه بها:

أبعده عن الغضب والإحباط وزوده بمساحة آمنة لمناقشة مشاعره وأفعاله.

تحدث معه عن كيفية تحسين سلوكه في المستقبل، لكن تذكر أن الأطفال لا يعرفون دائماً كيفية التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح، والعقاب ليس دائما أفضل وسيلة لتعليمهم.

شجع طفلك وطمأنه بأنك معه دائماً لدعمه، أخبره بأنك تحبه وتفهمه، فالطفل هنا يستجيب للتقارب المادي ويجعله يشعر بالأمان والراحة.

4. اجعل من نفسك مدرباً وقدوة لطفلك:

كثيراً ما يعصي الأطفال والديهم ويرفضون الاستماع إذا كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون التخلص من هذا العقاب، فذكّر طفلك أنك المسؤول.

كرر ذلك عندما يسيء التصرف، والتزم بالقرارات التي تتخذها، وهنا سيدرك أنه في نطاق السيطرة، وتذكر أنك ولي الأمر وليس صديق فحسب.

وإن لم تكن راضياً عن عقابك، تذكر أن ذلك للحفاظ على سلامة طفلك وتعليمه الأخلاق والمسؤولية.

جرب عبارات مثل “أنا المسؤول هنا”، لا تتراجع، ولا تعطي الفرصة لطفلك بأن يتهرب ويتلاعب بك، قد يحاول الطفل الأكبر سناً تحديك على هذا، شجعه على المشاركة في المناقشات حول القرارات التي تؤثر على حياته.

واستكشاف كيفية تأثير الخيارات المختلفة على حياته، تذكر أن القرار النهائي في نهاية المطاف هو لك، ولكن كن مستعداً لشرح كيفية الوصول إليه حتى يتمكن من معرفة القرار المسؤول والصحيح.

 

عن مدونة بازار السعودية 7

اضف رد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيفية طرد البعوض بالصوت

البعوض أو البعوض حشرات ضارة ومضرة للإنسان لأن البعوض مصدر لانتقال العديد ...