وسائل القضاء على انحراف الوتيرة

تعاني العديد من النساء من احتقان الأنف أثناء الحمل. يحدث احتقان الأنف عندما تتمدد الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي للأنف. يؤدي هذا التمدد إلى تصريف السوائل من الأوعية الدموية ، مما يؤدي في النهاية إلى انسداد الأنف،  قد يحدث احتقان الأنف أيضًا في الجيوب الأنفية أو الصدر.

مزيلات الاحتقان

كيف تعمل مزيلات الاحتقان؟ تعدّ مزيلات الاحتقان Decongestants من الأدوية التي تعمل على تخفيف التورّم الحاصل في نسيج الأنف، وهذا ما يُبقي الطرق التنفسية مفتوحة في جانبي الأنف، وتتوفّر مزيلات الاحتقان على شكل حبوب وبخاخات أنفية، ولكن يجب التنويه إلى ضرورة استخدام بخاخات مزيل الاحتقان بحذر وبعد الحصول على المشورة الطبية، وذلك فيما يخص طريقة الاستخدام ومدّته، فالاستخدام المتكرر والمستمر لهذه الأدوية يؤدّي إلى:^[٢]

• حدوث الاعتماد الدوائي، والذي يُسيء من الأعراض عند التوقّف عن استهلاكه.
• زيادة النشاط والعصبية، حيث إنّها ترفع من معدّل ضربات القلب ومن ضغط الدم.

تساعد مزيلات الاحتقان بتخفيف أعراض انسداد الأنف، ولكن يجب أن تُعطى بحذر وبعد استشارة الطبيب.

مضادات الهستامين

ماذا تفيد مضادات الهستامين؟ تمنع مضادات الهستامين Antihistamines من حدوث الأعراض المتعلّقة بالحساسية، والتي تتضمّن انسداد الأنف أو سيلان الأنف، كما أنّها قد تُساعد في علاج بعض الحالات غير المتعلّقة بالحساسية كالإصابة بالزكام، بالإضافة إلى أنها تؤدّي للنعاس وتعطيل قدرة الشخص على القيام بالمهام التي تتطلّب التنسيق الجسدي أو التركيز كالقيادة،^[٢] وبحسب شدّة الأعراض التي يعاني منها المريض، فإنّ بإمكانه تناول هذه الأدوية بشكل يومي أو فقط عند الحاجة أو قبل التعرّض للمؤرّجات المختلفة كالحيوانات الأليفة أو بعض النباتات.^[٣]

تفيد مضادات الهستامين في تخفيف الحساسية الأنفية، ولكنّها تُعطى بحذر عند أصحاب المهن التي تتطلب التركيز، وتُعطى بتواتر يتوافق مع شدّة الأعراض.

بخاخات الأنف الستيرويدية

هل تُساعد الستيرويدات الأنفية في العلاج؟ إنّ بخاخات الأنف الستيرويدية Nasal Steroid Sprays التي تُعطى بوصفة طبية تُسهم في تخفيف التورّم الحاصل في الطريق الأنفي ومن الممكن أن تُساعد في تخفيف سيلان الأنف، وعادة ما تستغرق هذه البخّاخات فترة بين 1-3 أسابيع حتّى تصل إلى التأثير الأعظمي الذي يحتاجه المريض، ولذلك من الضروري اتّباع إرشادات الطبيب بشكل كامل عند تطبيق هذه البخاخات.^[٢]

يتمّ وصف بخاخات الأنف الستيرويدية كوسيلة علاجية لتحسين أعراض انحراف الوتيرة، وتحتاج إلى وقت كافٍ للوصول للتأثير المرغوب.

وبذلك يمكن القول أنّ جميع طرق علاج انحراف الوتيرة الدوائية تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين الحالة العامّة للمريض، ولكنّها لا تُفيد في تصحيح هذا الانحراف بشكل حقيقي.^[٢]

العلاج الجراحي لانحراف الوتيرة

عندما تؤدّي مشكلة انحراف الوتيرة عند المريض إلى مشاكل تنفسية مزعجة كالشخير أو توقف التنفس أثناء النوم، فإنّ الجراحة يمكن أن تكون مستطبّة من أجل الوصول إلى حل لهذه المشكلة،^[٤] وفيما يأتي تفاصيل بعض الأساليب الجراحية المتّبعة ضمن طرق علاج انحراف الوتيرة الجراحية:

• الإصلاح الجراحي أو ما يسمى برأب الحاجز الأنفي.
• استئصال الحاجز تحت المخاطية.
• إعادة بناء الحاجز.

الإصلاح الجراحي -رأب الحاجز الأنفي-

كيف تُجرى عملية رأب الحاجز الأنفي Septoplasty؟ يقوم الجراح بهذه العملية عن طريق إجراء شقوق جراحية صغيرة ضمن وتيرة الأنف وإزالة الأنسجة العظمية أو الغضروفية الزائدة، وذلك للحصول على أحياز متساوية في الجانبين الأنفيين من أجل المساعدة في التنفس، وقد يتم إجراء عملية تجميل أنف بالترافق مع رأب الحاجز الأنفي عند رغبة المريض بذلك، ومن المعلومات عن هذا الإجراء الجراحي:^[٥]

• عادة ما تستغرق هذه العملية من 60-90 دقيقة تحت التخدير الموضعي أو العام.
• يستطيع المريض العودة إلى المنزل بعد 3-4 ساعات من الإجراء.
• عادة ما توضع الدّكات الأنفية ضمن الأنف من أجل الحفاظ على الحاجز الأنفي في مكانه الجديد.
• من الضروري التنويه إلى أنّه يُفضّل الانتظار حتّى عمر 15 عامًا قبل إجراء هذه العملية، وذلك لكي يصل الأنف إلى مستوى نموّ كافٍ.

ولكن ماذا تتضمّن مخاطر هذه العملية الجراحية؟

قد يحتاج بعض الأشخاص إلى جراحة ثانوية عندما لا يرضى المريض بشكل كامل عن نتيجة الجراحة الأولى، وبالرغم من أنّ المخاطر الناتجة عن هذه العملية نادرة، إلّا أنّها تتضمّن ما يأتي:^[٦]

• النزف الدموي.
• التندّب.
• انثقاب الوتيرة، والذي يمكن أن يحدث عند تشكّل ثقب في حاجز الأنف.
• تغييرات في شكل الأنف.
• تغييرات في لون الأنف.
• انخفاض حاسّة الشم.
• تأثيرات جانبية شائعة كأي جراحة مثل العدوى والنزيف الشديد.

يمكن لعملية رأب الحاجز الأنفي أن تترافق مع بعض الآثار الجانبية النادرة كما هو الحال مع غيرها من العمليات الجراحية، لكنها مفيدة في تحسين حالة انحراف الوتيرة عن طريق فتح السبيل التنفسي الأنفي.

استئصال الحاجز تحت المخاطية

كيف تختلف عملية استئصال الحاجز تحت المخاطية عن عملية رأب الحاجز الأنفي؟ إنّ عملية استئصال الحاجز تحت المخاطية أو Submucous resection of the septum تتضمّن إزالة أجزاء كبيرة من الأنسجة ضمن الأنف، بينما في عملية رأب الحاجز الأنفي، يتمّ الحفاظ على أجزاء من هذا النسيج، وعلى الرغم من أنّ هاتان العمليتان مختلفتان بشكل بسيط، إلّا أنّهما تؤدّيان نفس الغرض، والذي يوصل المريض بالمحصلة إلى قدرة أعلى على التنفس، وتترافق هذه العملية مع تأثيرات جانبية مشابهة لتلك التي تحدث في عملية رأب الحاجز الأنفي، مثل:^[٧]

• النزف.
• العدوى.
• مخاطر الجراحات بشكل عام.

تساعد عملية استئصال الحاجز تحت المخاطية في فتح الطريق التنفسي الأنفي كما هو الحال مع عملية رأب الحاجز الأنفي، إلّا أنّها تمتلك بعض الفروقات البسيطة.

إعادة بناء الحاجز

ماذا يُجرى خلال عملية إعادة بناء الحاجز الأنفي؟ تُعد عملية إعادة بناء الحاجز الأنفي Septal reconstruction من التقنيات الجراحية التي تفيد في علاج حالات انحراف الوتيرة الشديدة، والتي لا يمكن إصلاحها بالعمليات الجراحية السابقة، فالمرضى الذين يعانون من حالات كسر في الوتيرة قد يستفيدوا من هذا الإجراء بشكل عام، ويمكن لهؤلاء المرضى أن يعانوا بالترافق مع المشاكل التنفسية من تشوّه واضح في شكل الأنف كانحراف محور الأنف، ويجب التنويه إلى أنّه وبهذا الإجراء يتمّ وضع غضروف إضافي من أجل إعادة هيكلة الوتيرة، حيث تتمّ إزالة المناطق المنحرفة من الوتيرة واستبدالها بغضاريف ذاتية مناسبة.^[٨]

تتضمّن عملية إعادة بناء الحاجز إزالة أجزاء بشكل كامل من غضروف الوتيرة واستبدالها بغضروف ذاتي من المريض بشكل مناسب.

العلاجات غير الجراحية لانحراف الوتيرة

هل يمكن علاج مشكلة انحراف الوتيرة بدون التعرّض للمخاطر الجراحية المختلفة؟ هناك بعض التقنيات والطرق التي يمكن أن تُعتمد من ضمن طرق علاج انحراف الوتيرة دون أن تُصنّف ضمن العلاجات الجراحية أو الدوائية، ومن ضمن هذه العلاجات ما يأتي:

الليزر

ما الذي يميز تصحيح الحاجز الأنفي بالليزر Laser septochondrocorrection عن عملية رأب الحاجز الأنفي؟ للإجابة بشيء من التفصيل عن هذا السؤال، يمكن ذكر دراسة أُجريت في عام 2002م في أرشيف جراحة الوجه التجميلية التابع للجمعية الطبية الأمريكية من قبل يوري أوفشينيكوف ومجموعة من زملائه على مجموعة من المرضى الذين كانوا يعانون من انسداد أنفي عرضي نتيجة لانحراف وتيرة، وذلك على الشكل الآتي:^[٩]

• أُجريت هذه الدراسة على 110 مريضًا، تتراوح أعمارهم بين 11 و 66 عامًا.
• أُعطيَ التخدير الموضعي بمحلول ليدوكائين 10% وتمّ تطبيقه ضمن التجويف الأنفي، ثمّ تمّ توجيه الوتيرة بشكل ميكانيكي بمساعدة المنظار الأنفي حتّى تصل إلى وضعية وسطية، وبعد ذلك تمّ تطبيق طاقة ليزرية باستخدام ليزر holmium:YAG، وذلك عن طريق ليف بصري موجّه على الوتيرة في أشدّ أماكن التوتّر الميكانيكي فيها.

أظهرت نتائج هذه الدراسة ما يأتي: “وُجد التحسّن المستقر في الوظيفة التنفسية وغياب الأعراض المزعجة عند 84 مريضًا أي ما يقارب 76% من المرضى المشاركين بالدراسة، وكانت قد تمّت المتابعة بعد الإجراء بشكل وسطي لمدّة 18 شهرًا”.

تُقدّم طريقة تصحيح الحاجز الأنفي بالليزر آلية جديدة لإعادة هيكلة الوتيرة بدون الحاجة للتخدير العام أو تطبيق شرائح إضافية، وتعطي نتائج جيدة.

الفيلر

هل يمكن للفيلر تصحيح الحاجز الأنفي؟ يمكن تطبيق الحقن بالفيلر المستعمل من قبل أطباء الجراحة التجميلية من أجل تنعيم البشرة وعلاج ترهلات الجسم للحصول على نتائج مشابهة في عمليات تجميل الأنف غير الجراحية، وعلى الرغم من إعطاء هذا الإجراء لنتائج جيدة فيما يخص تجميل الأنف، إلّا أنّه لا يسهم في تصحيح المشاكل ضمن الأنف مثل كسر الأنف أو انحراف الوتيرة أو الوظيفة التنفسية ضمن الأنف، فالفيلر يعمل على الأنسجة الخارجية فقط دون الداخلية.^[١٠]