الرئيسية / تعلم كيف / كيف تتعامل مع الشخص الحاسد

كيف تتعامل مع الشخص الحاسد

الحسد مذكور في القران الكريم و مذكور أيضا في الأحاديث الشريفة لذلك يجب أن نؤمن إيمانا كاملا بالحسد

الطباع الإنسانية تتنوع ما بين السلبي والإيجابي، ولا شك أن الطباع الإنسانية السيئة هي ما لا يود الإنسان أن تحيط به طوال الوقت، فهي بجانب تأثيرها السلبي تجعل من صاحبها شخصا غير مقبول، خاصة لو كان شخص اجتماعي أو بحكم عمله يتعامل مع الأشخاص بشكل مباشر وبشكل يومي، لذلك يجب أن يهتم الإنسان بتجنبه جميع الصفات والطباع الإنسانية السيئة والغير مقبول، حتى لا ينفر من معاملته الجميع، ومن أسوء تلك الطباع الإنسانية الحقد و الحسد، فهي صفات وطباع لا تجتمع إلا بالشخص الغيور المتمرد على حاله بشكل دائم والغير حامد لما أعطاه الله له، وسنقوم بتوضيح صفات الحاقد والحاسد وكيفية التعامل معهم من خلال المقال.

من هو الحاقد وكيف يمكننا التعامل معه
الشخص الحاقد هو شخص غير راضي، بمعنى انه دائم التمرد غير راضي عن ما يرزقه الله له من نعم، بالإضافة إلى ذلك قيامه بالمقارنة طوال الوقت ما بين ما يعطيه الله لشخص ما وما يملكه هو، مما يجعله طوال الوقت في حسرة وحالة من الحزن، وبالتالي ينعكس ذلك على تصرفاته عند تعامله مع الشخص الذي يحقد عليه.

الشخص الحاقد هو شخص انتهازي، ينتهز الشخص الحاقد كل موقف يجعل منه شخص متباهي، حتى لو كان ذلك التباهي قد يجرح الغير، بالإضافة إلى قيامه باستغلال كل من حوله ليحقق ما يطمح إليه، وذلك ما يجعل منه إنسان أناني لا يحبه الجميع وعادة يكون منبوذ من كل ما حوله من أشخاص سواء في بيته أو بعمله.

الشخص الحاقد هو شخص مريض، عادة تتحول الطاقة السلبية التي بداخل الشخص الحاقد إلى حالة من الحزن وعدم الامتنان، بمعنى أن يكون الحاقد ساخط على كل من حوله، لا يرى فيهم أي أمل للتقدم أو حتى للتعامل معهم، لذلك مع مرور الوقت يصبح الحاقد وحيد متوهم لما يريده فقط، ولا يشعر بمن حوله، بالإضافة إلى زيادة حبه للأنا، وحينها يصل للمرحلة التي تجعل منه إنسان أناني ومادي غير راضي وغير محب للغير ولا يرى ما هو إيجابي بحياته.

التعامل مع الشخص الحاقد يكون له قواعد معينة من بينها أن لا نأخذ كل ما يقوله على محمل الجد، حتى لا نصاب بالضيق عند التعامل معه، بالإضافة إلى ضرورة تجنب تعليقاته التي توضح الغيرة من خلال تقليل الحديث معه عن كل ما يخصنا من أمور شخصية.

من هو الحاسد وكيف يمكننا التعامل معه
الشخص الحاسد هو شخص غيور، بمعنى أنه ناظر بشكل دائم لما يملكه غيره سواء كان قريب أو غريب، كما انه لا يحمد الله على ما بيده، يشعر الحاسد دائمًا بأن نعمة غيره كبيرة عليه وأنه لا يستحقها، مما يجعله مليء بالحقد في قلبه طوال الوقت، ويشعر أن ما مع غيره لا يستحقه.

الشخص الحاسد هو شخص متكبر، عادة يكون الحاسد شخص متكبر بمعنى أنه لا يريد أن يشعر ما حوله بأهمية ما يراه، ولذلك يبدأ بالتقليل من ما حوله، حتى لو كان محبًا له، وبالتالي يبدأ الجميع في الابتعاد عنه وعدم مشاركته في أي شيء يقوموا بإنجازه.

الشخص الحاسد هو شخص مؤذي، لا يبارك الحاسد أي شيء يراه جميلا ورزقا لغيره، لذلك نجده كوال الوقت ساخط وغير محبًا للخير، كما أنه في بعض الأوقات قد يتمني الضرر لغيره وزوال النعمة، لذلك نجد أن الشخص الحاسد دائمًا يكون معروف ما بين الأشخاص ويميزوه بمجرد حضوره، وبالتأكيد يحاول الجميع إخفاء ما بهم من نعم.

الشخص الحاسد هو شخص عدواني، يأتي ذلك الشعور نتيجة عن حقده وغيرته على الناس، وبالتالي يبدأ في التغير عند التعامل مع الأشخاص، لذلك قد يصل به الأمر على أذية الغير وإلحاق الضرر بهم نتيجة حقده وحسده.

التعامل مع الشخص الحاسد، يلزم أن نتفادى التعامل مع الشخص الحاسد تمامًا، ولكن إذا كان مقربًا بشكل قوي على سبيل المثال إن كان من العائلة فحينها يمكننا أن نتجنب إظهار له كل الإنجازات التي نقوم بها، يمكننا أيضًا أن نتجنب تعليقاته وانتقاداته من خلال عدم الاجتماع معه في مكان واحد لوقت أو لفترة طويلة، لتجنب الحسد والحقد المكنون بداخله

هناك أموراً قد تولد مع الإنسان لا دخل له فيها، فتوجد صفاتٌ يشاء الله تبارك وتعالى أن يودعها في بعض عباده دون تدخل منهم أو إرادة، وهذه الصفات جعلها الله تبارك وتعالى من قدره وذلك كالإنسان الذي يولد متخلف عقلياً أو الإنسان الذي يولد وهو لا يحسن التصرف، أو الإنسان الذي يولد وهو أعمى أو أعرج أو به عيب في مكوناته البدنية أو النفسية، كل ذلك إنما هو ابتلاء من الله تبارك وتعالى للإنسانية جمعاء، فهو ابتلاء لنفس الشخص، وابتلاء لأسرته، وابتلاء لمن يعيش معه، ثم هو عبرة وآية للمجتمع من حوله، فإن الله تبارك وتعالى خلق هؤلاء الذين ليسوا بأسوياء ليعتبر ويتعظ بهم الأسوياء الذين أكرمهم الله تبارك وتعالى بالكمال العقلي والكمال البدني والجسماني.
ومن هذه الأشياء ما يعرف بالحسد، فالحسد ينقسم إلى قسمين: حسد يُولد مع الإنسان منذ نعومة أظفاره، وهذه كأي آفة من الآفات التي شاء الله تبارك وتعالى أن يولد بها الإنسان وأن تعيش معه، وهذا قد يحاول أن يتخلص منها إلا أنه لا يستطيع كأي أمر من الأمور التي يصاب بها الإنسان ولا يستطيع أن يدفعها عن نفسه، كرجل عنده ضعف في النظر أو رجل عنده قصور في بعض الأوردة أو بعض الأجهزة في داخل بدنه، وهذه مسألة عجز الطب عن حلها فتظل هكذا.

وكذلك أيضاً هناك الحسد الذي يولد مع الإنسان ولكنه بنسبة أعلى، وهذا الحسد قد يتأذى منه صاحبه شخصيّاً لأنه لا يريد أن يسبب ضرراً لأحد ولا إحراجاً لنفسه، ولكنَّ عينه تسبقه، وهناك نوع آخر من الحسد وهو تمني زوال نعمة الغير والسعي في ذلك واشتهاؤه من القلب.

فالنوع الأول من الحسد الفطري لا يجتهد صاحبه في هذا الأمر وإنما قد يكون شخصاً عادياً إلا أنه في وقت معين ينظر لشيء معين فتخرج العين منه -رغماً عنه- لتصيب هذا الشخص، وهذا معذور في ذلك، إلا أنه مطالب أن يدعو الله تبارك وتعالى أن يصرف عنه هذا البلاء وأن يقي الناس من شره، كما أنه مطالب أيضاً أن يبرِّك كلما رأى خيراً قال: (ما شاء الله تبارك الله) حتى لا يتضرر من ينظر إليه بهذه العين التي تخرج رغماً عنه.

وأما النوع الثاني وهو الحسد المذموم الذي ذمَّ الله تبارك وتعالى فاعله بقوله: ((وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ))[الفلق:5]، والذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) إلى غير ذلك فإنما هو الحسد الذي يكون برغبة الإنسان وتمنيِّه، فإنه كأنه يحرك في داخله بعض الغدد وبعض الأجهزة لتخرج هذه الطاقة حتى تحرق من أمامه أو تلحق الضرر به، وهذا هو الحسد المذموم الذي بينه الله تبارك وتعالى في الكتاب والسنة.

فهذا الحسد بهذه الصفة صاحبه عاصٍ لله تعالى، وهو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وبيَّن خطره وبيَّن أنه لن يفلح لا في الدنيا ولا في الآخرة، هذا هو الحسد المذموم، وهذا النوع من الحسد سواء أكان النوع الأول أو الثاني لابد أن نتعامل معه بالرفق؛ لأن الرفق في كل شيء حسن ومحمود، ولذلك أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق، وأخبرنا أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه، وأخبرنا أن التأني من الله وأن العجلة من الشيطان، ولذلك كم أتمنى أن تستعمل الرفق في كل أمر من أمورك مع المسلمين سواء كانوا من الأقربين أو الأبعدين؛ لأن الرفق يجعلك محبوباً ممن تتعامل معه ويسهِّل عليك الوصول إلى قلبه، ويفتح قنوات الحوار أمامك حتى مع عدوك تستطيع أن تحاور معه وأن تصل معه إلى نتيجة مرضية.

وأما العنف والشدة فإنها تجعلك منبوذاً من أقرب الناس إليك، وبالتالي تسبب لك مشاكل كثيرة، لأنك قد تكون عنيفاً مع شخص هو أشد عنفاً منك فيترتب عليه أن يلحق بك ضرراً أنت أصلاً في غنىً عنه، ومن هنا أوصيك باللين، فعندما تسمع عن إنسان به هذا الداء فاذهب إليه ناصحاً وقل له: أعلم أنك لا تريد أن تضر أحداً وأعلم أن هذا الأمر قد يكون من قدر الله تعالى ولكنَّ حبيبك عليه الصلاة والسلام علمنا أنك إذا رأيت ما يعجبك أن تبرِّك عليه حتى تأخذ أجراً، لأنك بذلك تدفع الضرر عن إخوانك من المسلمين، فأنت عندما تقول (ما شاء الله تبارك الله) أنت بذلك تدفع الضرر عن هذا الإنسان وبذلك أنت مأجور وقد كففت الأذى عن الناس ولك عند الله تبارك وتعالى على ذلك أجراً، وتثني عليه بأن فيك خيراً وأني أعلم أنك تحب الله ورسوله وأنك تكره الضرر للناس، ولكن هذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى وإن قال لك: إن هذا الكلام لن يؤثر ولن يفيد، فقلْ له: إن عليك إلا البلاغ، إن عليك إلا التطبيق، لقد بلغتك الآن وأنت عليك أن تطبق ودع النتائج على الله تعالى.

بهذه الكيفية سوف يقي الناس من شره وتقي نفسك من شره؛ لأنه سوف يتعود كلما رأى ما يعجبه قال (ما شاء الله تبارك الله)، وقل له: إن العين حق وإن الإنسان قد يحسد نفسه، وأنا لا أتهمك، ولكن هذا فقط أريد منك كلما رأيت شيئاً يُعجبك أن تقول كما علمك الله تبارك وتعالى: ((وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ))[الكهف:39]، وهذه سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أيضاً، وهذا الكلام يكون برفق ولين حتى يقبل منك؛ لأنه لن يقبل منك خلاف ذلك.
وأما عن نفسك فدائماً لابد أن تبرِّك على نفسك، حتى إن نظرت إلى نفسك في المرآة وأعجبتك نفسك، فلا تنسى أن تقول: (ما شاء الله تبارك الله) لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن العين حق، وأن الإنسان إذا رأى ما يعجبه من نفسه أو ماله أو ولده، فإذن قد أُلحق الضرر بنفسي كأن أنظر إلى المرآة فأجد نفسي ولله الحمد شكلي طيب وصحتي موفورة وأتمتع بنشاط وحيوية قد تسبقني عيني فيلحق الضرر بي، وأقول حسدني فلان، وفي الواقع أنا الذي حسدت نفسي، فدائماً كلما رأيت شيئاً يعجبني في نفسي أو في ولدي أو في مالي أقول (ما شاء الله تبارك الله) وبذلك تنطفئ العين حتى وإن خرجت مني.

 

 

عن مدونة بازار السعودية 1

اضف رد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيفية طرد البعوض بالصوت

البعوض أو البعوض حشرات ضارة ومضرة للإنسان لأن البعوض مصدر لانتقال العديد ...