الانسان إذا فقد الشغف هذا سوف يعطل من حياته كثيرا لأن قلة الشغف تفقد الإنسان المتعة والسعي في الحياة
الشغف كلمة نسمعها طوال الوقت خصوصًا بين جيل الشباب الذي يبحث دائمًا عن شغفه وموهبته والشيء الذي يحبه حقًا. الشغف في اللغة يعني الحب الشديد للشيء، و”الشغافة” هي الغلاف الذي يحيط بالقلب، لذلك فالشغف يدل على شدة التعلق. والإنسان الذي يعرف شغفه في الحياة محظوظ للغاية، لأن ذلك يساعده على عيش الحياة بالطريقة التي يفضلها، لكن ذلك ليس القاعدة أيضًا، ولا يجب أن يكون ضاغطًا على الآخرين، فليس معنى أنك ما زلت تبحث عن شغفك أن هناك شيء خاطئ في حياتك أو أنها ناقصة، فالحياة كلها ما هي إلا رحلة بحث واستكشاف، وهناك أشخاص لديهم ميول واضحة، وآخرون لا بد أن يبذلوا مزيدًا من الجهد في استكشاف ذواتهم وأنفسهم. هناك أشخاص مغرمون بمعرفة كل شيء عن شيء واحد فقط، وهناك آخرون يريدون معرفة شيء واحد عن كل شيء وبينهما فرق كبير وكلاهما بنفس القدر من الأهمية. المهم ألا تجعلك بحثك عن الشغف مصدر حزن وضغط في حياتك، اجعلها رحلة بحثية فقط واستمتع بها، وهذه الخطوات الخمس قد تسهل عليك الرحلة. كيف أجد شغفي؟ اتبع هذه الخطوات وجرب أكثر من مرة لتصل إلى ما تريد.. 1-جرد مواهبك ما الذي تجيد فعله؟ لا نتحدث هنا عن الأشياء التي تجيد فعلها لكنك لا تحبها. لكنك تلك الأشياء البسيطة التي تجعلك تشعر بالبهجة والسعادة وأنت تقوم بها. فكر فيما تحب القيام به لكنك لا تعتقد أنك تجيده، فكر في الأمور التي أثنى عليك الآخرون فيها من قبل لكنك لم تأخذ الموضوع بجدية. يمكن أن يكون الأمر يتعلق بأي شيء، قد تكون محب حقيقي لأفلام الأنمي أو تهوى جمع الطوابع أو التفتيش في التاريخ، تحب التصوير أو التعليق الصوتي، جرب أي شيء تعتقد أنك تهتم به، حوله لشيء على أرض الواقع مثل حساب متخصص على مواقع التواصل الاجتماعي، أو قناة على يوتيوب أو حتى ابدأ فقط بالاستمتاع به وحدك لتكتشف مدى حبك واهتمامك به. اقرئي أيضا: أمور تساعدك في التغلب على الفشل الوظيفي 2-انتبه لما تشعر بالغيرة تجاهه عندما تجد أنك تشعر بالغيرة تجاه فعل يقوم به شخص ما، أو أنه يزعجك حقًا، جرب البحث أعمق داخلك، واسأل نفسك بصدق لماذا يحدث ذلك؟ فيمكن أن يكون شعورك هذا نابع من كونك لا تقدر على القيام بنفس الشيء فتصب غصبك على الشخص، هذه الخطوة تحتاج شخصًا صادقًا مع نفسه، كما تحتاج تدريب وتجربة أكثر من مرة. تحكي الدكتورة والكاتبة سوزان بيالي أنها عندما بدأت مغامرتها في سن الثالثة والثلاثين وذهبت إلى المكسيك لتعلم رقص الفلامنكو وشرعت في الكتابة، غصب منها والدها بشدة واتهمها بأنها تضيع حياتها وكل المجهود الذي قامت به في كلية الطب، طلب منها التوقف وقال أنه سيساعدها في فتح عيادتها الخاصة وهو يصرخ عليها: “الحياة لا يفترض أن تكون ممتعة! متى ستكبرين مثلنا؟” لكنها تجاهلته وبعد سنوات من الاستمرار فيما تحب، اكتشفت أن والدها قرر بيع ممتلكاته والذهاب إلى هاواي للاستقرار هناك وبدأ في كتابة روايته الأولى وأنه حقًا أصبح يستمتع بحياته. 3-ما الذي كنت تحبه وأنت طفل؟ ربما تكون هذه هي أبسط طريقة لاكتشاف شغفك، هل كنت في طفولتك مهووسا بالخيول؟ أم الرسم؟ أم كنت تحب الزراعة أو حتى اللعب بالبلايستشين لأطول فترة ممكنة؟ كلها أشياء يمكن أن تكون شغفك الحقيقي المهم أن تجربها وتمنح نفسك الفرصة للاكتشاف والتنقيب في طفولتك وتجربة أكثر من شيء بأكثر من طريقة. وحتى لو لم تكن طفلًا مهتمًا بشيء بعينه، فقط تجد نفسك تقضي وقتًا طويلًا على الإنترنت تتصفح عن مواصفات السيارات أو تشاهد الكثير من المحتوى المتعلق بالموسيقى وإن كنت لا تعرف حتى كيف تعزف.. كلها مؤشرات يمكنك الاستفادة منها والعمل عليها. اقرئي أيضا: 7 طرق للتحفيز عندما تفقد الحماس لتستعيد نشاطك 4-ابحث عن أفكار وجرب أكثر من مرة اسأل الآخرين عن شغفهم وما الذي ساعدهم في اكتشافه، وابحث في الإنترنت عن مزيد من الأفكار على الإنترنت، فكلما وجدت المزيد من الاحتمالات، زادت فرصك في العثور على شغفك الحقيقي. وإذا وجدت شغفك بالفعل، لا تقدم استقالتك من وظيفتك الثابتة فمن الأفضل أن تظل فيها أثناء بحثك عن الاحتمالات، يمكن أن تعمل بشكل جزئي لتوفير بعض المال والحفاظ على أمانك المادي، فأنت بالطبع لا تريد المجازفة بكل شيء. من الأفضل اختبار فكرتك الجديدة قبل القفز فيها، افعل ذلك كهواية أو وظيفة جانبية في البداية حتى تتمكن من معرفة ما إذا كنت شغوف بها حقًا أم إنها مجرد فترة مؤقتة وسينتهي الأمر. 5-انظر للتجربة كمغامرة لا تضغط على نفسك للشعور بالشغف، لأنه من المهم للغاية اكتشاف الأشياء التي تحب الانخراط فيها لكن بدون أن يشكل هذا عبء نفسي عليك، أن تكتشف الأمور بنفسية طفل يحب اللعب والمغامرة ولا يجعل أي شيء يعيقه عن ذلك. وعندما تفتح عقلك وتلاحظ الأشياء التي قد تستمتع بفعلها، فأنت تتعلم وتنمو وتتقدم، ووبالتال تشعر بمستويات أعلى من الرضا عن تجربتك لأنك تحاول، المهم ألا تتعجل النتائج، كل شيء سيحدث في وقته المناسب، استمر في المحاولة مرة بعد أخرى ولا تيأس. اقرئي أيضا: نصائح للحفاظ على الأداء وقت العمل تحت ضغط وفي النهاية اعلم أن حتى أكثر الناس شغفًا يمرون بمراحل من الإحباط فهذه طبيعية الحياة ولا تنخدع بالمظاهر المثالية التي تراها على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الإعلام لأنها غير صحيحة، كلنا بشر وكلنا نمر بمشاعر سلبية وأيام صعبة، لكن الفرق كله يكمن في استمرارية المحاولة.
عِش حياتك ببطء :
عندما تُعاش الحياة ببطء يتمكن الإنسان من الاستفادة من أفضل ما في حياته وبالتالي نجد إجابات لكل تساؤلاتنا عن الحياة . وقد يتم ذلك من خلال ممارسة اليوجا ، أو الذهاب للمشي بشكل يومي ، أو تخصيص وقت من اليوم للتأمل . فالعيش ببطء يسمح لك بتهدئة الأصوات الخارجية والاستماع أكثر إلى نفسك .
غَيِّر من نمط حياتك :
دائماً ما يحلم الإنسان في داخله بشكل حياته ، أحداثها ، قدراته وما ينتظره من الحياة . إذا وضع الإنسان حدود وهُوّية واضحة لحياته مثل : لست سعيد من هذا الأمر ، ليس لدي المقدرة لفعل ذلك ، استطاع كتابة حياته بالشكل الذي يروق له ويكون ذلك على أساس من الثقة ، والشجاعة والخطط التي تساعد في تحديد الخطوات وكيفية الانتقال من مرحلة إلى الأخرى .
كُن شخص نادر الوجود :
كل إنسان قد ولد لهدف وقد مُيِّز بمواهب ، حكمة ، نقاط قوة ، مهارات وإبداع مختلف عن غيره . فلدى الإنسان دوماً شيء عظيم ليقدمه ويتعلم قبوله حتى يصنع ما يميزه . وقد تظهر روعة وندرة هذه المواهب عندما تشارك بها الآخرين .
إسعى لتقوية ثقتك بنفسك :
إذا كانت رسائل الإنسان الداخلية لنفسه أنه لن يستطيع فعل أمر بعينه ، فسيصبح الأمر في الحقيقة مستحيل أن يحققه ، وسوف يخسر الإنسان الفرص الهامة كما سيفشل في الوصول إليها إذا ظل غير واثقًا بنفسه . فعلى الإنسان أن يخلق الفرص ويحدد الأشياء والأهداف التي يسعى لها ويوضح الرؤية التي سيعمل على تحققها في المستقبل .
حدد المحور الرئيسي لحياتك :
إن إدراك الإنسان للأحداث التي تحدث في حياته بشكل متكرر يخلق لديه خبرة حياتية جديدة إما يتبعها أو يغيرها . فعليك أن تحدد ما هي المحاور الرئيسية والدروس التي تظهر في حياتك دومًا ، وماهي المحاور التي تميل إليها مرة تلو الأخرى ، وماهي المناطق في حياتك التي تشتمل على أكثر إحساس بالألم وعدم الارتياح . وأيضاً حدد ما هي المناطق الأكثر حيوية وسعادة في حياتك .
قُم بكتابة مذكراتك وخواطرك :
الأفكار قد تظهر بحرية وانطلاق أكثر عندما نقوم بتدوينها ، فقد تُظهر الكتابة بشكل غير مُتوقَّع إلهاماً أو وحيًا جديداً مما يَسهل عن طريقه ربط أفكارك بعضها ببعض . لذا من الرائع أن تقضي وقت مع الأوراق والقلم تسمح فيه لأفكارك أن تَظهر للأفق دون التأثر بالعالم الخارجي .
ركز على الجانب المرح في حياتك :
في كثير من الأحيان تدور حياتنا حول التوقعات التي نضعها لأنفسنا ، ففي الأغلب نسلط الضوء على التفاصيل والمهام التي يجب اتمامها وننسى تماماً أن نفكر فيما نحب أن نعمله وما الذي يضيف ابتسامة على وجهنا . فعلى سبيل المثال : إذا كان معك الكثير من المال ، فماذا ستفعل به ؟
إنسى كل مخاوف الماضي :
ستكون أحداث الحياة أكثر متعة عند قيامك بأمور لديك فيها خبرة كافية ومال ووقت أكثر من قبل ، ولكن للأسف هذه التوقعات لن تحدث . لذا يجب أن نعترف أن عدم التقدم للأمام فقط هو بسبب مخاوفنا الماضية ، فعندما تعرف وتدرك مخاوفك وتعلم أنها السبب في عدم تقدمك يمكنك البدء في المُضي قدماً .