يتكون الجهاز الهضمي من عدة أجزاء: المريء (المريء) والمعدة (المعدة) والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة باستثناء المستقيم والشرج ، قد يكون الدم في البراز ناتجًا عن نزيف في أي من هذه الأجزاء.
أسباب نزول الدّم مع البراز
في الحقيقة، يمكن أن يتسبب وجود نزف في القناة الهضميّة (بالإنجليزيّة: Gastrointestinal Bleeding) بظهور عدّة أعراض وعلامات بالإضافة لنزول الدم في البراز: كخروج الدم الأحمر أو البنيّ الداكن مع القيء، والشعور بثقل في الرأس، وصعوبة التنفس، وألم الصدر والبطن، ولتحديد سبب النزيف، عادة ما يقوم الطبيب بالعديد من الفحوصات المخبرية، بالإضافة لأخذ التاريخ المرضي للمصاب، وإجراء فحص بدني (بالإنجليزيّة: Physical Exam) لتقييم حالته الصحية العامة، وتشخيص المشكلة الصحية المُسبّبة، وفيما يلي بيان لبعض من أبرز الحالات المُسبّبة لنزول الدم مع البراز:[٣][٤]
- القرحة الهضميّة: (بالإنجليزيّة: Peptic Ulcer) قد يؤدي الحامض المعديّ (بالإنجليزيّة: Stomach Ulcer) الناتج عن العدوى البكتيريّة أو بعض الأدوية المُضادة للالتهاب إلى تكوّن تقرّحات في بطانة المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه التقرّحات أكثر أسباب النزيف العلويّ للقناة الهضميّة شيوعاً.
- متلازمة مالوري فايس: (بالإنجليزيّة: Mallory-Weiss syndrome)، وهي متلازمة تمزّق المريء؛ وهو الجزء الواصل ما بين الحلق والمعدة، وتتسبّب الإصابة بهذه الحالة بنزيف شديد في القناة الهضميّة، وتُعدّ هذه المُتلازمة السبب الأساسيّ لنزيف القناة الهضميّة الناتج عن فرط شرب الكحول.
- سلائل القولون الحميدة: سلائل القولون (بالإنجليزيّة: Colon Polyps) هي كتل صغيرة من الخلايا المُتجمّعة في بطانة القولون والظاهرة على شكل نتوءات، ويُمكن أن تُسبب نزيفاً في القناة الهضميّة، بالرغم من أنّ السلائل عادة ما تكون غير خطرة، إلّا أنّها قد تكون سرطانيّة في بعض الأحيان.
- البواسير: (بالإنجليزيّة: Hemorrhoids)، وهي انتفاخات في الأوعية الدمويّة المُمتدة من الشرج، وبالإضافة لانزعاج وعدم راحة المُصاب، من الممكن أن تؤدي البواسير إلى ظهور العديد من الأعراض والعلامات الأخرى: كالحكّة، والألم، وخروج الدم أحمر اللون مع البراز، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من خطر الإصابة بالبواسير: الإسهال (بالإنجليزيّة: Diarrhea)، والحمل (بالإنجليزيّة: Pregnancy)، بالإضافة للجلوس لفترات طويلة.
- داء الأمعاء الالتهابي: (بالإنجليزيّة: Inflammatory Bowel Disease) ويشمل داء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn’s Disease) الناتج عن التهاب في بطانة القناة الهضميّة، والتهاب القولون التقرّحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative Colitis)؛ وهو التهاب أو تقرّحات في القولون أو المُستقيم.
- داء الرتوج: (بالإنجليزيّة: Diverticular Disease) وهو ظهور أكياس أو انتفاخات صغيرة في القناة الهضميّة فيما يُعرف طبيّاً بالرداب القولوني (بالإنجليزيّة: Diverticulosis)، ومن الممكن أن يظهر التهاب في أحد هذه الأكياس في بعض الحالات، ممّا يؤدي إلى تطور حالة تُعرف بالتهاب الرتوج (بالإنجليزيّة: Diverticulitis)، ويُعتقد بأنّ الإصابة بداء الرتوج قد تكون ناتجة عن تناول حمية غذائية لا تحتوي على كميّات كافية من الألياف (بالإنجليزيّة: Fibers)، ممّا يؤدي إلى ضعف في جدار القولون.
- الأورام: (بالإنجليزيّة: Tumors) قد تؤدي الأورام الحميدة (بالإنجليزيّة: Benign Tumors) أو السرطانيّة (بالإنجليزيّة: Cancerous) في أيّ من المريء، أو المعدة، أو القولون، أو المستقيم إلى ضعف في جدار القناة الهضميّة، وبالتالي النزيف.
- الشق الشرجيّ: (بالإنجليزيّة: Anal Fissure) وهي شقوق جلديّة ناتجة عن تمدّد الجلد المُحيط بفتحة الشرج؛ والناتج عن الإصابة بالإمساك (بالإنجليزيّة: Constopation) أو إخراج براز كبير وشديد الصلابة، وبالإضافة لنزول الدم مع البراز، من الممكن أن تُسبب الشقوق الشرجية شعوراً بالتمزّق أو الحرقة عن التبرّز، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقوق الشرجيّة عادة ما تختفي وحدها دون الحاجة لعلاج، كما وأنّها أكثر أسباب نزول الدم مع البراز عند الأطفال.[٤][٥]
- النزيف الزائف: قد تؤدي الصبغات والألوان الموجودة في بعض أنواع الطعام المُتناول، كالجيلاتين الأحمر والشمندر (بالإنجليزيّة: Beets) إلى تغيّر في لون البراز إلى اللون الأحمر، ممّا يدفع الأشخاص للاعتقاد بأنّ البراز يحتوي على الدم.[٤]
علاج نزول الدّم مع البراز
في الحقيقة، يسفر النزيف المؤدي لنزول الدم مع البراز إلى خسارة في الدم أيضاً، ممّا يتسبب بظهور بعض الأعراض والعلامات: كانخفاض ضغط الدم (بالإنجليزيّة: Blood Pressure)، والدوخة، والضعف الجسدي العام، وعادة ما يحتاج المُصابون بضعف شديد في الدم إلى الإدخال إلى المُستشفى لتلقّي السوائل ونقل الدم (بالإنجليزيّة: Blood Transfusion) قبل إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد موقع النزيف واختيار العلاج المُناسب، وتجدر الإشارة إلى أنّه وفي حال كان ضعف الدم خفيف الشدّة، فيُمكن إجراء الفحوصات اللازمة بعد إعطاء المُصاب مكمّلات الحديد الغذائية (بالإنجليزيّة: Iron Supplements)، دون الحاجة إلى إدخاله إلى المُستشفى.[٦]
عادة ما يبدأ علاج النزيف بإيقافه، ويُمكن إجراء تنظير داخلي (بالإنجليزيّة: Endoscopy) في منطقة النزيف لحقن الأدوية، أو إغلاق الوعاء الدموي النازف برباط، أو علاج المنطقة بالليزر أو بتعريضها لتيّار كهربائيّ، كما و يمكن إجراء عمليّة تصوير للأوعية (بالإنجليزيّة: Angiography) لحقن الدواء المُستخدم في السيطرة على النزيف في حال عدم نجاح التنظير. وبعد إيقاف النزيف، يتم اتخاذ خطوات العلاج اللازمة لعلاج المسبب؛ وقد يكون ذلك من خلال إعطاء المُضادّات الحيويّة، أو الأدوية المُضادّة للالتهاب، أو تلك المُستخدمة في التخفيف من أحماض المعدة، كما وقد تحتاج بعض الحالات إلى إجراء عمليّة جراحية: كحالات السلائل الحميدة، والسرطان، والتهاب الرتوج، وداء الأمعاء الالتهابي، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج المنزليّ قد يكون ضروريّاً في بعض الحالات: كاتباع حمية غذائية غنية بالألياف للتخفيف من الإمساك المُسبب للبواسير والشقوق الشرجيّة، بالإضافة للجلوس في المغاطس الحارّة أو الدافئة.[٧]