الرئيسية / تعلم كيف / كيف تحصل على المعرفة

كيف تحصل على المعرفة

يبحث الإنسان عن المعرفة ،و في سبيل ذلك يبذل مجهود شاق ،و ذلك لأن المعرفة من أعم العوامل التي تساعده على النجاح ،و التميز في دراسته أو عمله ،و خلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نتعرف عزيزي القارئ على طرق الحصول على المعرفة فقط تفضل بالمتابعة .

اهمية المعرفة
.. المعرفة تعني القدرة على فهم ،و استيعاب الحقائق بشكل تام ،و المقصود من ذلك أن المعرفة لا تتوقف فقط عند حصر مجموعة هائلة من المعلومات بل تمتد إلى قدرة الفرد على تفسير هذه المعلومات ،و محاولة الإستفادة منها بشكل مميز يؤدي في نهاية الأمر إلى تميز الفرد في شتى المجالات ،و يسهم في تطوير قدرته على حل المشكلات و الصعاب التي تعترضه ،و القدرة على المشاركة برآية في مختلف المناقشات ،و الأحداث التي تدور حوله ،و هي أيضاً سبباً في تقدم الفرد في عمله ،و تعتمد الكثير من الشركات ،و المؤسسات بشكل أساسي في نجاحها ،و تقدمها على المعرفة ،و الجدير بالذكر أن هناك نوعان أساسيان من المعرفة النوع الأول يعرف بالمعرفة الصريحة ،و يقصد به المعرفة التي يحصل عليها الأفراد عبر الكتب ،و المجلات ،و المنشورات ،و الدوريات العلمية ،و غير ذلك ،و هذا النوع يسهل الحصول عليه ،والنوع الثاني يعرف بالمعرفة الضمنية ،و يقصد به المعرفة الموجودة في عقول الأفراد ،و التي تكونت نتيجة لخبراتهم ،و تجاربهم الشخصية التي نروا بها .

أقرأ : إدارة المعرفة و أبعادها

طرق الحصول على المعرفة

يمكن للفرد الحصول على المعرفة من مصادر متعددة ،و من أبرز هذه المصادر ما يلي :-

* يمكن للفرد الحصول على المعرفة من خلال تدبر ،و تأمل الأشياء ،و هذا ما يدفعه للتعرف على حقيقتها .

* الإستفادة من خبرات الأشخاص المتخصصين في شتى المجالات ،و كذلك الباحثين لأن هؤلاء الأشخاص لم يكتفوا بالمؤهلات الأكاديمية التي حصلوا عليها بل تطلعوا إلى استكمال دراساتهم و هذا ما ساهم في تنمية معرفتهم ،و تميزهم عن الآخرين .

* محاولة الإطلاع على تجارب السابقين ،و ذلك من أجل التعرف على الخطوات التي ساروا عليها لتحقيق النجاح ،و التميز في مجال ما ،و العمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه التجارب .

* حضور المناقشات ،و الندوات ،و الإستماع إلى أحاديث العلماء ،و الخبراء ،و التمتع بما يملكه هؤلاء الأفراد من معرفة ،و خبرة ،و يمكن أيضاً الإستفادة من التلفاز و المواقع الإلكترونية في اكتساب معرفة فمثلاً يمكن للفرد لبرامج الدينية ،و الثقافية و الإخبارية ،و قراءة المقالات ،و هكذا .

* قراءة الكتب التي تحتوي على كم هائل من معارف الأمم السابقة ،و حضاراتهم العريقة ،و بالطبع هؤلاء قاموا بتدوين كل ما توصلوا إليه من انجازات بهذه الكتب لكي يستفاد منها الأجيال القادمة .

* يمكن القيام بعمل استبيانات ،و تعتبر هذه الطريقة من أبرز الطرق التي يعتمد عليها من أجل جمع المعلومات المرتبطة بأحد الموضوعات ،و بفحصها ،و تحليلها تحليلاً دقيقاً يمكن الحصول على المعرفة .

* الإستفادة من شبكة الإنترنت في الحصول على رسائل ،و أبحاث علمية ،و كتب ،و مجلات علمية في شتى المجالات ،و التخصصات من مختلف أنحاء العالم .

*المشاركة في ورش العمل ،و الحرص على حضور المؤتمرات .

الخلاصة .. يمكن للفرد الحصول على المعرفة بطرق متعددة بعضها مقصودة ،و هي التي تعتمد على البحث ،و السعي وراء المعرفة أو بشكل آخر غير مقصود ،و لكي يستطيع الفرد الإستفادة من المعرفة يمكنه الإحتفاظ بما تعلمه ،و تسجيله سواء بملفات أو بالحاسوب الشخصي أو غير ذلك ،و من ثم الإستعانة بهذه المعرفة وقت الحاجة إليها .

 

ولكن السؤال الأهم كيف تتحصل على #المعرفة (1) بشقيها التخصصي والموسوعي؟

1- عليك معرفة أن الناس لديهم ميول وقدرات فطرية في اكتساب الثقافة إما سمعية أو بصرية أو كتابية، فقد كانت الثقافة معتمدة في البداية عن طريق السمع والتداول اللفظي، ثم الكتابة والطباعة، ثم الثقافة البصرية، فعليك معرفة قدراتك في اكتساب المعرفة .

2- لا يمكن الاستغناء عن أمهات الكتب في اكتساب #الثقافة بتخصص معين مثلا “مقدمة ابن خلدون” في علم الاجتماع، ولا عن “أساطين” (2) التخصصات، مثلاً نعوم شومسكي في علم “الألسنيات”، لذلك من الضروري جداً اختيار بعض القامات العلمية الكبيرة ومتابعة كل ما كتبوا أو قالوا أو قدموا محاضرات بصرية.

لا يمكن الاستغناء عن أمهات الكتب في اكتساب الثقافة بتخصص معين

3- عليك متابعة أحدث المجلات العلمية في تخصص معين، وتكفيك مجلة واحدة في الأسبوع لقراءة أين وصل العلم في تخصصك الدقيق، وارتباط العلم بالتخصصات الأخرى.

4- في الحديث عن المعرفة الموسوعية نرى بعض الأشخاص قادرين على تقديم معرفة ومعلومات في مجالات مختلفة، وليس مجال علمهم فقط، وممكن اطلاق مصطلح “الموسوعيون” عليهم، هم باختصار قادرين على عبور التخصصات من خلال تخصصهم، كل ما تحتاجه فقط تفكيك تخصصك إلى جزيئات ومعرفة المشترك بينها وبين جزئيات التخصصات الثانية، عن علاقة الطاقة الشمسية للمعلمين بالأطفال مثلاً، أو علاقة القرآن الكريم في تطوير اللغة والألسنيات.

5- عليك تقسيم المعلومة إلى أنواع، معلومة مهمة وعاجلة، ومهمة لكن غير عاجلة، وغير مهمة، فالأولى تتوجب البحث بأسرع وقت لارتباطها بعملك الدقيق، والثانية لا يمكن التخطيط بدونها، والثالثة تمنحك حضوراً عند الناس وقوة في الطرح، وقدرة على ربط الأفكار وتوليدها من محاضن التخصصات الأخرى.

عليك تقسيم المعلومة إلى أنواع، معلومة مهمة وعاجلة، ومهمة لكن غير عاجلة، وغير مهمة، فالأولى تتوجب البحث بأسرع وقت لارتباطها بعملك الدقيق، والثانية لا يمكن التخطيط بدونها، والثالثة تمنحك حضوراً عند الناس وقوة في الطرح

6- يكفيك أن تمر سريعاً على شريط الأخبار لمدة خمس دقائق، وتقلب عناوين الجرائد والصحف الورقية والإلكترونية لعشر دقائق ثانية؛ لكي تبقى مرتبطاً بالجو المعرفي العام لبلدك وللمحيط، فأنت تحتاج العناوين فقط، وما يخصك منها تتعمق فيه.

7- قبل النوم حاول أن تستمع لمحاضرة صوتية في مجال ما لخبير معين، هذه الفترة الأفضل لتخزين المعلومات فتبقى عالقة في المخ أثناء النوم، ويصنفها بحرفية أكثر.

8- دوَّن المصطلحات الجديدة والغريبة، واكتبها على أوراق صغيرة، ثم علقها على جدار الغرفة، ولا تترك عبارة أعجبتك دون تدوين، أو مصطلح لا تعرفه دون البحث عنه، اكتبه ثم فيما بعد ابحث عنه ليس بالضرورة وقت قراءة المقال، والتدوين شرط أساسي لتحصيل المعرفة.

9- حاول الإجابة عن كثير من تساؤلاتك لأنها مهمة في صناعة الخيال، وامتلاك المعلومة، هل سبق لك أن شاهدت برنامج “كيف يصنع هذا؟” وأرجع الأمور لطبيعتها، تفكر في الآية “كيف بدء الخلق”، يعطيك أصل المعرفة وتشكلها، ولا تقلل من شأن أي معلومة.

10- شارك في الورشات والنقاشات والندوات التي تطرح مواضيع تعجبك، ستفيدك حتماً في معرفة الإيجابيات والسلبيات لأي موضوع، مثلاً عن تعزيز دور المرأة في المجتمع، أو عن التعليم الالكتروني، كل ذلك بلا شك يمنحك قوة معرفية.

ولا تنس أن المعلومات لا تكتسب بالسرعة، مثل أن تشحن عقلك بآلاف المعلومات في دقيقة كالهاتف النقال، بل تكتسب بالتراكم ، ولا قيمة للمعلومات دون تحليلها وتفسيرها واستخدامها في تطوير حياتك الخاصة، حتى لا تتحول إلى آلة فقط، والفهم يسبق الحفظ.

__________

الهوامش:
(1) قسمت المعرفة إلى متخصصة وموسوعية، فالمتخصصة هي معرفة كل شي عن شيء معين يصبح الشخص فيه “عالماً” أو “متخصصاً”، والمعرفة الموسوعية هي معرفة شيء عن كل شيء، ويصبح الشخص “مثقفاً” وإن زاد في تحصيل حجم معرفة أكبر عن أشياء مختلفة يصبح “موسوعياً”.
(2) الأسطون هو الشخص الذي تخطى مرحلة البروفيسور أو العالم في مجال تخصصي معين، وهو القادر على تقديم أصل العلم النظري وربطه من تقاربات معارفية مختلفة، وقراءة النظريات الكبرى في التخصص، وتقديم رؤية مستقبلية لها.

 

 

عن مدونة بازار السعودية 1

اضف رد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيفية طرد البعوض بالصوت

البعوض أو البعوض حشرات ضارة ومضرة للإنسان لأن البعوض مصدر لانتقال العديد ...