الرهاب الاجتماعي من الأمراض النفسية التي إذا أصيبت الشخص تجعله غير قادر علي التكيف و العيش في أي مكان و تجعل الإنسان جسد بلا روح
أولاً ما المقصود بالرهاب الإجتماعي ..؟ يعرف الرهاب الإجتماعي بأنه نوع من أنواع الخوف يجعل الفرد يشعر بالخجل الشديد ،و الخوف من التعامل مع المحيطين به و بالطبع الأفراد الذين يعانون من الرهاب الإجتماعي يعيشون دائماً في عزلة ،و لا يندمجون مع المحيطين به و هؤلاء دائماً لديهم قلق شديد من التعامل مع الآخرين لأنهم يعتقدون أن من حولهم يسخرون منهم و كذلك عندما يكون هناك مناسبة اجتماعية لا يفضلون الذهاب إليها ،و إن فرضت عليهم الظروف حضور مناسبة ما يشعرون بالتوتر الشديد أثناء تواجدهم في مكان المناسبة ويريدون مغادرته فوراً و يبدو على من يعاني من الرهاب الإجتماعي الكثير من الأعراض من أبرزها زيادة تعرقهم ،و إحمرار وجههم و عدم انتظام ضربات القلب .
كيف يؤثر الرهاب الإجتماعي على حياة الإنسان ..؟ يحاول من يعاني بالرهاب الإجتماعي التكييف مع مع وضعهم ،و هذا التكييف يفرض على الإنسان أن يتجنب حضور المناسبات و الإجتماعات و كذلك يرفض من يعاني بالرهاب الإجتماعي تولي المناصب القيادية لأنه لا يستطيع قيادة الفريق و هذا ما يجعله يتأخر في الحصول على ترقية بالإضافة لذلك يكون غير قادر على توطيد العلاقات بينه و بين زملائه في العمل أو بين العملاء ..
طرق التخلص من الرهاب الإجتماعي ..؟ يعتبر الرهاب الإجتماعي داء نفسي يمكن أن يتخلص منه الفرد عن طريق تناول العقاقير الطبية أو حضور جلسات نفسية ،و ذلك يتم بمعرفة الطبيب المعالج بجانب ذلك هناك العديد من الطرق المساعدة للقضاء على الرهاب الإجتماعي أبرزها الآتي :
– التقرب من الله سبحانه و تعالى ،و الحرص على أداء الصلاة في وقتها و أن يدعو الله عزوجل دائماً أن يخلصه من الرهاب الإجتماعي ،و أن يمنحه الثقة و الثبات .
– يجب أن يتخلص مريض الرهاب الإجتماعي من الوحدة ،و الإبتعاد عن الآخرين و أن يفتح باباً لتوطيد العلاقات بينه و بين المحيطين به .
– من الضروري أن يحارب الفرد بكل قوة التفكير السلبي و يتحقق ذلك من خلال الإبتعاد عن أصحاب الأفكار السلبية و النظرة التشاؤمية للمستقبل ،و التعامل مع الإيجابين الذين ينظرون بتفاؤل إلى المستقبل و الحياة .
– من الممكن أن يحرص الفرد على الإشتراك في نادي رياضي فهناك المجال مفتوح أمامه لمقابلة الشباب الذين يملكون طاقة إيجابية و حماس شديد يقودهم إلى التخلص من الرهاب .
– يفضل أن يقوم الفرد بحضور الندوات ،و المناقشات المفتوحة ،ليتعلم من القيادات الموجودة في هذه الأماكن مدى أهمية الثقة بالنفس .
– يجب أن يحرص الفرد على المشاركة برأيه حتى ،و إن كانت ثقافته ضعيفه فبمرور الوقت سيعتاد على فتح الباب أمامه لإكتساب معلومة جديدة .
– ضرورة قيام الفرد بتنمية مهاراته الشخصية ،و أولى خطوات ذلك أن يضع هدفاً ،و يجتهد من أجل الوصول إلى تحقيقه .
– اللالتحاق بدورات للتنمية البشرية حتى يحاول الفرد تعلم الطرق التي تعينه على التخلص من الخوف ،و الثقة في النفس ،و كذلك يتعرف على الخطوات التي يمكنه الإعتماد عليها حتى يصل إلى أعلى مراتب النجاح و التميز في مستقبله .
رغم أنه ليس هناك إحصائيات دقيقة حول نسبة المصابين بالرُّهاب الاجتماعي في السعودية، فإن ملاحظات جميع العاملين في مجال الصحة النفسية في المملكة تشير تقريباً بإجماع إلى أن مرض “الرهاب” يعدّ الاضطراب الأول بين السعوديين الذين يترددون على العيادات النفسية، سواء الخاصة أو في المستشفيات.
وتحدثت “العربية.نت” مع مستشار أسري ومعالج سلوكي للتعرف أكثر على هذا المرض، واضعاً 12 آلية للتخلص من نقص تقدير الذات والرهاب الاجتماعي.
وأوضح الدكتور ماهر العربي أن هذه الآليات مبنية على عدد من التجارب لأشخاص عانوا من ذلك وشُفوا بنسبة كبيرة. كما أشار إلى أن أولى هذه الآليات وأهمها هي الإيمان التام بأن الثقة والجرأة لا تُمنح بل تُكتسب. وهنا بداية العلاج والتغيير. وقال: “يجب أن يعي المريض بأن نقص تقدير الذات والقلق الاجتماعي ما هو إلا وهم، وعبارة عن أفكار وهمية غير واقعية ولا منطقية، والدليل أنها غير موجودة عند الأشخاص من حولك”.
كما أن من أهم خطوات العلاج والتخلص من هذا المرض هو المشاركات الاجتماعية والتفاعل مع من حولنا وتجنب العزلة: “كأن يبادر المريض بالمشاركة بجميع الأنشطة المتاحة حوله والتي بدورها ستوجد له إنجازات تساعد على إعادة جزء من الثقة بالنفس والجرأة الاجتماعية”.
وأضاف العربي: “تأتي مرحلة (صنع “لوحة الإنجازات”) في المرتبة الرابعة من آليات العلاج بحيث ينصح المريض بعمل لوحة تتضمن إنجازاته”. ولفت إلى أن على من يشعر بالرهاب أن يقوم بتعليق لوحة الإنجازات في غرفته ويكتب فيها كل يوم تجربة واثقة جديدة أو تجربة جرأة اجتماعية مهما كانت صغيرة، موضحاً أنه خلال أسبوعين سيدرك الشخص مدى قوة إنجازاته وثقته.
ونصح بضرورة التوقف عن لوم الذات وطرد ذلك بالتفكير العكسي، وهو أن تكرر جملة إيجابية عكس السلبية: “يجب أن يكون الشخص مبادراً في الحوار مع الجميع خاصة أهل بيته، ولا يحبط من كثرة أفكاره السلبية الناتجة عن تجارب الماضي والتي ستزول مع تجاربه الجديدة والواثقة”.
ونوه بأهمية العمل على الاستقلالية في أمور حياة هذا الشخص قدر الإمكان والتخلص من الاحتياج المبالغ فيه لمن حوله، كما أن عليه بناء قاعدة محتواها “كلما زاد عدد الإنجازات التي تصنعها يومياً زادت ثقتك بنفسك وجرأتك الاجتماعية”.
وقال العربي: “لا يجب أن يقلل الشخص من خطواته الواثقة اليومية مهما صغرت وليعلم بأن الجبال تكونت من الحصى والتي تراكمت مع الزمن فأصبحت جبالاً، لأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة”. ووجه إلى أهمية مواجهة الإحباط عند الهزيمة في بعض المواقف مع التأكد التام من الفوز في مواقف ولقاءات كثيرة وأخرى، فالتغيير يأتي تدريجياً.
ونصح كل من يعاني من الرهاب أن يكون إيجابياً ومتفائلاً على الدوام، وألا يستسلم لوضعه الحالي، بل يبحث ويطبق الوسائل العلاجية حتى يعيش متعة الحياة ويستمتع بما وهبه الله من قدرات.
كذلك طالب العربي في نهاية آليات العلاج تطبيق قاعدة: “نحن أقوى مما نعتقده في أنفسنا، لذلك انفض غبار الخوف ومشاعر النقص، واذهب لمواجهة ما تخاف وتقلق منه”.