يعاني الكثير من الأشخاص حاليًا من مشاكل عصبية روماتيزمية خاصة مع تقدم العمر وزيادة السمنة بين الأفراد. ما هو الروماتيزم العصبي ما هي اعراض روماتيزم الاعصاب وكيف يمكن علاجه
روماتيزم الاعصاب
هو احد امراض المناعة الذاتية، وهو عبارة عن التهاب مزمن يؤثر على المفاصل، وفي بعض الحالات يمكن أن يتسبب في تلف مجموعة كبيرة من أنظمة الجسم، ويسبب الكثير من المشاكل في الجلد والعينين والرئتين والقلب والأوعية الدموية.
يحدث اضطراب في المناعة الذاتية، ويسبب روماتيزم الاعصاب عندما يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أنسجة الجسم، ويؤثر على بطانة المفاصل مما يؤدي إلى تورم المفاصل والشعور بالألم، وقد يسبب في مراحل متقدمة إلى تآكل العظام وتشوه المفاصل.
ويمكن أن يتسبب في تلف أجزاء أخرى من الجسم ، وقد حسنت خيارات العلاج والادوية الحديثة بشكل كبير، إلا أن روماتيزم الاعصاب يمكن أن يسبب إعاقات جسدية.
ما هو روماتيزم الأعصاب؟
يعتبر روماتيزم الأعصاب أحد تلك الأمراض المرتبطة بالمناعة؛ إذ أنه يحدث عندما يصاب الجسم بالتهاب حاد في المفاصل ناتج عن مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم ذاته عن طريق الخطأ، مما يؤثر بشكل كبير في صحة أعصاب الجسم وتبدأ أولًا الأعصاب المرتبطة بمناطق المفاصل في التضرر ويعاني المريض من تورم في المفاصل وشعور بآلام حادة قد تتطور بمرور الوقت إلى تآكل في العظام ذاتها ولكن في مراحل متقدمة من المرض، وقد يمتد تأثير الضرر على الأعصاب للحد الذي تصاب فيه أعضاء الجسم المختلفة كالجلد والعينين والرئتين والقلب والأوعية الدموية، ورغم أن الطب الحديث متطور للغاية وقد عكف مئات العلماء والخبراء لدراسة تلك الحالات إلا أنه لم يتم مكافحته بشكل كامل ولا زال الكثيرون يعانون منه وتصل أضرار المرض حد الإعاقات الجسدية في حالات عديدة.
الضغوط النفسية والعصبية تسبب روماتيزم الأوتار
التهاب الأوتار هو التهاب الرابط الرئيسى بين العظام والعضلات وغالباً ما يكون فى الأطراف وينتج عنه ألم حاد، وتقوم هذه الأوتار بدور ثانوى فى تحريك أصابع اليد وحمايتها من أى صدمات عنيفة ونتيجة للاستخدام المفرط لها أو فى حالة الإصابة بالالتهابات الروماتيزمية أو حتى دون سبب قد تتعرض تلك الأوتار إلى الالتهاب والتورم مما يزيد من سمكها مسببة ألماً شديداً لا يمكن احتماله لدرجة يعجز فيها المصاب عن تحريك أصابع يده فى بعض الأحيان.
يقول الدكتور حسن بسيونى، أستاذ الأمراض الروماتيزمية بطب الأزهر: روماتيزم الأوتار مرض يصيب الجنسين من سن 20-50 سنة خاصة الذين يعيشون تحت ضغوط نفسية ويتميز هذا المرض بتيبس وآلام فى الجسم خاصة أسفل الظهر صباحا عند الاستيقاظ من النوم وذلك مهما طال عدد ساعات النوم فالمريض يستيقظ
دائماً مرهقاً إضافة إلى الشعور بآلام متنقلة فى اليدين ومنتصف الظهر من لوحة الكتف وبعض الأعراض الأخرى مثل التعب من أقل مجهود والذاكرة المشوشة وصداع بدون سبب ويتسبب هذا المرض فى عدم القدرة على الحياة بصورة طبيعية بسبب الآلام المستمرة وسهولة التعب مما يتسبب فى مشاكل كثيرة بين الزوجين وتوتر العلاقات الزوجية وفى بعض الأحيان يحدث اضطراب فى الدورة الشهرية لدى النساء، وأحياناً تضطرب الغدة الدرقية وأعراض مختلفة بالقولون، أما بالنسبة للألم فأكثر الأماكن شعوراً به هى الرقبة وبين الأكتاف وأسفل الظهر وباطن الركبتين.
ويتم تشخيص هذا المرض عن طريق الكشف الإكلينيكى ولا توجد تحاليل محددة لتشخيص المرض، وللأسف فى كثير من الأحيان يتم
الخلط بين هذا المرض وبين الروماتويد المفصلى وهذا لا يجوز حيث أن الروماتويد المفصلى يستلزم وجود مفاصل ملتهبة ومتورمة إضافة إلى أنه يتطلب تحاليل مهمة تساعد فى تشخيصه.
ويوضح الدكتور حسن بسيونى أن أسباب هذا المرض غير معروفة تماماً ولكن لا شك أن الضغوط النفسية والصدمات العصبية تؤدى إلى ظهور هذا المرض ولذلك يجب التواصل مع المريض ومحاولة الطبيب لفهم نوعية المشاكل التى يعيشها وحتى يمكن مساعدته على تخطى هذه المشاكل وقابلية النساء لتحمل أعراض هذه المرض أقل بكثير من الرجال.
أسباب الإصابة بروماتيزم الأعصاب
إلى وقتنا الحالي لم يتوصل الطب بعد إلى سبب محدد وواضح للإصابة بروماتيزم الأعصاب، ولكن المعلوم للطب هو أن مرض روماتيزم الأعصاب يحدث حينما يهاجم الجهاز المناعي الجسم عن طريق الخطأ ويصيب الأنسجة والغشاء الزليلي ويؤثر سلبًا على بطانة الأغشية التي تحيط بالمفاصل تحديدًا، وهذا الالتهاب ينتج عنه تكثيف الغشاء الزليلي وإحداث أضرار حادة وتدمير كبير للغضروف والعظام داخل المفاصل المختلفة، وكذلك يؤثر على الأوتار والأربطة التي تتحكم في المفصل فتضعفه وقد يتآكل وبالتالي يفقد المفصل وضعه وحركته الطبيعية، وقد أجمع العلماء على أن هذا المرض ليس وراثيًا وأن الجينات البشرية ليست ناقلة لهذا المرض، ولكن احتملوا أن تكون العوامل البيئية المحيطة بالمريض هي المسبب الأول لذلك خاصة مع الوجود في بيئة تنتشر فيها العدوى ببعض الفيروسات والبكتيريا.
ورغم أن الطب لم يتعرف بعد على سبب واضح لذلك، إلا أنه أكد وجود بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بروماتيزم الأعصاب؛ حيث توصلوا إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة به عن الرجال، وأن الإصابة به قد تحدث في أي عمر وليست مرتبطة بسن معين ولكن الأكثر انتشارًا للإصابة به هو ابتداءً من الأربعين وحتى الستين عامًا، كما أجمعوا على أن التدخين أحد أبرز العوامل المؤثرة على الإصابة بهذا المرض، كما لوحظ أن التعرض لملوثات محيطة يزيد من خطر الإصابة بروماتيزم الأعصاب؛ حيث أثبتت الدراسات تعرض عدد من عمال الطوارئ المعرضين للغبار والتلوث بشكل مستمر لهذا المرض، وكذلك من يتواجدون كثيرًا في مناطق تُسْتَخْدَم فيها المواد الكيميائية الخطيرة بقدر كبير، كما أن الأشخاص المصابون بأمراض السمنة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض روماتيزم الأعصاب.
اعراض روماتيزم الاعصاب:
وتشمل علامات وأعراض الإصابة بروماتيزم الاعصاب:
– الشعور بالتعب الشديد والاعياء، والاصابة بفقر الدم، وانخفاض كبير في الوزن، كما يتسبب في فقدان الشهية.
– الشعور بآلام شديدة في المفاصل، والاصابة بتورم في المفاصل.
– الاصابة بارتفاع شديد في درجات الحرارة والشعور بالإعياء والحمى.
– الاصابة بتصلب في المفاصل ويكون في أسوأ حالاته في الصباح وبعد ساعات الراحة.
– احمرار المفصل المصاب بروماتيزم الاعصاب، وتعلق الأصابع في اليد وتعلق أصابع القدم.
– تنتشر الأعراض في المعصمين والركبتين والكاحلين والمرفقين والوركين والكتفين في معظم الحالات.
ويعاني حوالي 40٪ من الأشخاص المصابين بروماتيزم الاعصاب لا تشمل المفاصل، حيث يمكن أن يؤثر التهاب على العديد من الأشياء:
– يؤثر روماتيزم الاعصاب على البشر، والعيون، والرئتين، والقلب، والكلى، وعلى الغدد اللعابية، و الأنسجة العصبية، ونخاع العظم، والأوعية الدموية.
– وقد يحدث فترات من النشاط المتزايد للمريض، ويحدث ذلك بالتناوب مع فترة من الإعياء، ويخفي التورم والالم مع مرور الوقت، ويتسبب في حدوث تشوهات في المفاصل وتغيير مكانها.
علاج روماتيزم الأعصاب
بكل أسف لم يصل الطب بعد إلى علاج شامل ونهائي لمرض روماتيزم الأعصاب، ولكن في سبيل مكافحة المرض فإن الطب توصل لعلاجات عديدة يمكنها تقليل مضاعفات المرض والسيطرة عليه من خلال تناول المسكنات المختلفة وخاصة استخدام الكورتيزون بالإضافة للراحة التامة، ولا شك أن أدوية الكورتيزون تؤثر كثيرًا على الجسم بأعراض أخرى جانبية إلا أنها من باب أخف الضررين طبيًا تكون هي الحل الأمثل لتخفيف آلام روماتيزم الأعصاب، ولكن يراعى مع ذلك التدرج في تخفيض الجرعة العلاجية على مدار أشهر العلاج، بالتوازي مع مراقبة المرض طول الوقت وعلى مدار الساعة لملاحظة أية تغييرات قد تطرأ عليه خاصةً وأن المرض قد يصيب أية أعضاء وأجهزة في الجسم بشكل غير مباشر، وهذا بالطبع يحتاج لتعاون كبير من أفراد أسرة المريض.
وفي سياق علاج المرض كذلك يُنْصَح بضرورة تضافر الجهود والتعاون المباشر ما بين كل من العلاج الكيميائي والعلاج الطبيعي وذلك باستخدام الأجهزة والمعدات الرياضية والطبية والتأهيلية المختلفة التي تساعد على تقليل الضغط حول مفاصل الركبة وغيرها من المفاصل كالكتفين والذراعين والعظام المختلفة التي تتأثر بأعراض ومضاعفات روماتيزم الأعصاب.
عوامل خطورة الإصابة بالروماتيزم
تتعدّد عوامل الإصابة بمرض الروماتيزم وتؤثّر بشكل كبير على الحالة الصحية ودرجة خطورة الأعراض التي ترافقه ومدى العمر المفترض الذي يمكن أن يتعايش المريض مع هذه الأعراض، ومن هذه العوامل:
– الجنس: فالنساء أكثر إصابة من الرجال.
– تاريخ العائلة: وهذا يتقاطع مع مفهوم التأثير الجيني أو الوراثة الجينية المذكورة أعلاه، حيث أنه إذا كان تاريخ العائلة من حيث الأسلاف يعجّ بهذا المرض، فمن المتوقّع أن يصيب الأخلاف نفس المرض.
– العمر: من المعلوم أنّه مع التقدّم في السن يزداد ضعف العظام وتضعف المفاصل أيضًا نتيجة قلة السائل الزلالي حول المفصل، وبالتالي يكون الشخص أكثر عرضة لإصابته بالروماتيزم.
– السمنة: حيث أن ازدياد الوزن يعني زيادة الضغط على المفاصل وبالتالي زيادة احتمالية تدمير الغلاف الزلالي وحدوث الروماتيزم.
علاج روماتيزم الأعصاب بالأعشاب
رصد الطب الحديث أكثر من 120 نوعًا من الروماتيزم من أشهرها الروماتيزم الالتهابي الذي يحدث نتيجة إصابة الجهاز المناعي أو التعرض لالتهابات ميكروبية، والروماتيزم غير الالتهابي والذي يحدث نتيجة السكون أو الحركة في وضعيات غير مريحة ونتيجة التهابات العضلات والأوتار والمفاصل وغيرها، وهذه الأنواع كلها تختلف من حيث شدتها والقدرة على علاجها، ولكن توصل الأطباء إلى أن هناك مجموعة من الأعشاب تتسم بصلاحياتها الشديدة للغاية في التخفيف من آلام الروماتيزم وتخفيف حدة تطوره ومضاعفاته بشكل أو بآخر، ومن هذه الأعشاب ما يلي:
خليط الزنجبيل والكركم
يعرف الزنجبيل باحتوائه على مادة الزنجيبين وهي المادة المعروفة طبيًا بخواصها المسكنة للآلام والتي تخفف كثيرًا من تشنجات العضلات، كما أن الزنجبيل يحتوي على مادتي الجنجرول والشاجول وهما اللتان تتميزان بقدرتهما الفائقة على علاج التهاب المفاصل، أما الكركم فهو من المضادات القوية للالتهابات، ولذلك نجد أن خليط الزنجبيل والكركم يساهم كثيرًا جدًا في علاج روماتيزم الأعصاب، وينصح في سبيل ذلك بخلط كميات متساوية من الكركم والزنجبيل ووضعها في كمية مناسبة من الماء ثم غليها على النار، وبعدها يُشْرَب من الخليط مرتين يوميًا صباحًا ومساءً.
عشب القريص
ويعتبر القريص أحد أهم النباتات التي أثبتت فعاليتها في تخفيف حدة الروماتيزم بأنواعه المختلفة، ويسهم كثيرًا في تسكين الآلام وتضميد الالتهابات والحد من تأثيراتها المزعجة على الجسم.
عشب البردقوش
يعتبر البردقوش من الأعشاب المسكنة لآلام المفاصل والعضلات، ولذلك يستخدم شرابه كثيرًا في علاج الروماتيزم والتخفيف من حدته، ولذلك يُنْصَح الأطباء دومًا بإحضار مجموعة من أوراق البردقوش وغليها في إناء ماء على النار، وبعدها يتم الحرص على تناوله بشكل دوري ثلاث مرات يوميًا والاستمرار في هذه الجرعات لمدة أسبوع على الأقل للقضاء بشكل كبير على آلام العظام والمفاصل
مما سبق نستنتج أن آلام روماتيزم الأعصاب من الأمراض المزمنة التي من الصعب الاستشفاء منها بشكل كامل طوال العمر، ولكن الطب توصل لبدائل عديدة ما بين كيميائية وطبيعية لتخفيف حدة آلامه والقضاء على الالتهابات التي يحدثها في الجسم والعظام والمفاصل، مع الحرص التام على الابتعاد عن مسببات هذه الحالة كالتدخين والتلوث، وفي السياق ذاته لا يجب إهمال تناول أطعمة الحديد وغيرها من العناصر المنشطة والمقوية لجهاز المناعة مع تناول الأعشاب المساعدة على تخفيف حدة التهابات المفاصل وتسكين الآلام.