الرئيسية / الصحة والأناقة / سبب التخلف العقلي عند الأطفال

سبب التخلف العقلي عند الأطفال

يُعرَّف التخلف العقلي بأنه حالة محددة من عدم اكتمال نمو خلايا الدماغ ، أو توقف نموها خلال مرحلة معينة من الطفولة لسبب ما ، وخلافًا للاعتقاد السائد بأن التخلف العقلي هو حالة مرضية مستقلة بحد ذاتها ، لكن العلماء اتفقوا على ذلك. أنها مجموعة من الأمراض التي تسبب انخفاضاً حاداً في معدل ذكاء الطفل مقارنة بمعدل الذكاء العام ، بالإضافة إلى عدم القدرة على التكيف مع البيئة الخارجية.

أسباب التخلف العقلي عند الأطفال

يعد التخلف العقلي لدى الأطفال حالة من قصور النمو تبدأ منذ المراحل الأولى لحياة الطفل وتؤدي إلى قصور ملحوظ في المهارات الإدراكية والذكاء وقدرة الطفل على التعامل مع الأمور اليومية في الحياة، فيواجه الطفل مشاكل في تحديد أسباب المشاكل وحلها والتخطيط والتفكير والحكم السليم على الأمور، ويُلاحظ تدني المستوى الأكاديمي للطفل وقدرته على التعلم من خلال الخبرة[٢]، وتتعدد الأسباب المؤدية إلى القصور العقلي لدى الأطفال، ولكن أصلها واحد وهو القصور في تكون الدماغ، مما أدى إلى وجود حالة من التخلف العقلي لدى الطفل، ومن هذه الأسباب:[٢]

  • مشاكل في الجينات: وذلك بحدوث تغيير على التركيبة الجينية الموروثة من الأبوين، مما يسبب قصور في تطور ونمو الدماغ لدى الطفل، ومن هذه الاعتلالات الجينية:
    • التغيرات والتشوهات الجينية: مثل الأطفال المصابين بمتلازمة داون التي تعرف بوجود كروموسوم ثالث للرقم 21 بحيث يصبح الطفل يحمل 47 كرموسومًا بدلًا من 46.
    • الاعتلالات الوراثية المرتبطة بوراثة الصفات الجسدية السائدة: مثل الإصابة بالتصلب التدرّني، إذ تحدث طفرة في الجين المسؤول عن تكوين أحد الطبقات المسؤولة عن تطور الجهاز العصبي والجلد أثناء مراحل التكون الجنيني، فيولد طفل مصاب بالقصور العقلي.
    • الاعتلالات الوراثية المرتبطة بوراثة الصفات الجسدية المتنحية: تتمثل هذه الفئة بالاعتلالات المرتبطة بعمليات الأيض؛ مثل الإصابة بفَرَط (Phenylketonuria) وذلك لوجود تقلص في نشاط فينيل ألانين هيدروكسيلاز، وهو الإنزيم المسؤول عن تحليل الفينيل الانين مما يؤدي إلى ارتفاع مستواه في الدم.
    • الاعتلالات الجينية المرتبطة بالكروموسوم X: مثل الإصابة بمتلازمة الكروموسوم X الهشّ.
  • إصابة الأم بعدوى أثناء الحمل: تعد إصابة الأم بعدوى فيروسية أثناء الحمل خطرًا على تكون الأعضاء لدى الطفل، وكلما كانت الإصابة في مراحل مبكرة من الحمل كلما كان تأثيرها أسوأ، ومن الأمثلة عليها عدوى الحصبة الألمانيّة (الرّوبيلا)، إذ تؤثر الإصابة بهذه العدوى خلال الشهر الأول من الحمل على تكون 50% من الأعضاء الجنينة، بينما تؤثر إصابة الأم بها في الشهر الثالث للحمل على 15% من الأعضاء الجنينية، ومن الأمثلة الأخرى لأنواع العدوى التي تصيب الأم خلال الحمل وتؤدي الى إصابة الطفل بالتخلف العقلي: الإصابة بفيروس مضخم الخلايا( Congenital cytomegalovirus) وداء المقوسات (Congenital toxoplasmosis) وفيروس نقص المناعة البشرية.
  • المواد السامة: ويعد أخطرها الإيثانول والذي يؤدي إلى متلازمة الكحول الجنينية، ومصدره تناول الأم للكحول خلال فترة الحمل، ويؤدي ذلك إلى تشوّه المعالم الجسدية للطفل، واختلال نمو الطفل قبل وبعد الولادة، واعتلالات في الجهاز العصبي.
  • تسمم الدم من الحمل وضعف عمل المشيمة: يعد السبب الأهم لولادة طفل يعاني من التخلف العقلي لما له من تبعات سلبية على تكون الجهاز العصبي المركزي.
  • أسباب في الفترة ما حول الولادة: وهي الفترة الممتدة بين الأسبوع ما قبل الولادة إلى أربع أسابيع بعد الولادة، ومن هذه الأسباب:
    • إصابة الطفل بعدوى: تعد عدوى الهربس هي أخطر أنواع العدوى التي قد يصاب بها الرضيع خلال هذه الفترة، والتي تؤدي إلى صغر حجم رأس الطفل وإصابته بالتخلف العقلي والاختلالات العصبية، كما يمكن لإصابة الرضيع بعدوى بكتيرية مثل السحايا وتسمم الدم أن تؤدي إلى استسقاء الرأس.
    • مشاكل أثناء الولادة: مثل الإصابة بالاختناق أثناء الولادة.
  • أسباب في الفترة ما بعد الولادة: ومنها:
    • العدوى: الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية خلال مرحلة الطفولة مثل السحايا والتهاب الدماغ.
    • المواد السامة: مثل التسمم بالرصاص من مصادر متعددة مثل؛ تناول الطفل للطلاء المتساقط، البنزين المحتوي على الرصاص والأبخرة الناتجة من احتراق بطاريات السيارات.
    • أورام الدماغ: والتي تؤدي إلى تأثيرات عصبية ونفسية لدى الطفل.
    • البيئة التي يعيش فيها الطفل: يحتاج التطور العقلي للطفل إلى التحفيز على التطور والنمو من البيئة المحيطة به، ووجود عوامل غير صحية في بيئته قد تؤدي إلى إصابته بالتخلف العقلي، ومن هذه العوامل: الفقر، إصابة الأم باعتلال عقلي أو نفسي الاكتئاب أو انفصام الشخصية.

أعراض التخلف العقلي لدى الأطفال

تختلف الأعراض التي ستظهر على الطفل بناءً على مرحلة التخلف العقلي التي يصنف بها الطفل، ومنها:[٣]

  • الفشل في تلبية الحاجات الفكرية وتدنيها.
  • تأخر قدرة الطفل على الجلوس والزحف والمشي مقارنةً مع أقرانه من الأطفال.
  • وجود مشاكل في قدرة الطفل على تعلم الكلام أو وجود مشكلة في لفظ الكلام بصورة سليمة.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • عدم قدرة الطفل على استيعاب تسلسل الأحداث.
  • افتقاد القدرة على التفكير المنطقي.
  • التصرفات الطفولية التي لا تتناسب مع عمره.
  • افتقاد الطفل للفضول وحب الاستطلاع.
  • صعوبات التعلم.
  • الحصول على درجة أقل من 70 في اختبار مستوى الذكاء.
  • عدم قدرة الطفل الاعتماد على نفسه والاهتمام باحتياجاته وكذلك عدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
  • الإضطرابات السلوكية التالية:
    • العدوانية.
    • الاعتماد على الغير.
    • الانسحاب من النشاطات الإجتماعية.
    • سلوكيات بهدف جذب الانتباه.
    • الاكتئاب خلال مرحلة المراهقة.
    • ضعف سيطرته على نفسه.
    • السلبية.
    • الميول نحو إيذاء النفس.
    • العناد.
    • تدني إحترامه لذاته.
    • الخضوع للإحباط .
    • عدم قدرته التركيز.
    • الإضطرابات الذهانية.

تشخيص الأصابة بالتخلف العقلي لدى الطفل

تتضمن مرحلة تشخيص الإصابة بالتخلف العقلي زيارة الأطباء المختصين من مختلف المجالا؛ مثل طبيب الأمراض النفسية، أخصائي نطق، طبيب أعصاب أطفال، طبيب الأطفال للنمو والتطور، والمعالج الطبيعي، كما يمكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات المخبرية، ولتشخيص الإصابة بالتخلف العقلي يجب أن يكون لديه أقل من الحدّ الأدنى من المهارات العقلية والتواصلية، لذلك سيُشخّص الطبيب الحالة بثلاث مراحل، وهي:[٣]

  • مرحلة مقابلة الوالدين والحديث معهما.
  • مرحلة مراقبة وملاحظة حركات الطفل وتصرفاته.
  • مرحلة إجراء الاختبارات القياسية، إذ يُجري الطفل مجموعة من اختبارات الذكاء للطفل لتحدد مستوى ذكائه؛ مثل فحص ستانفورد بينيت، كما يمكن أن يُجري الطبيب مجموعة من الفحوصات السلوكية للطفل مثل؛ فحص فاينلاند للسلوك التكيفي.

الوقاية والعلاج

يمكن تجنب بعض الأسباب المؤدية إلى التخلف العقلي لدى الطفل وبالتالي الوقاية من ولادة طفل مصاب بالقصور الذهني، ومن أهمها شرب الأم للكحول أثناء فترة الحمل التي تؤدي إلى متلازمة الكحول الجنينية، لذلك يجب على الأم تجنب شرب الكحول وتناول الفيتامينات الضرورية أثناء الحمل، وكذلك أخذ المطاعيم ضد الأمراض المعدية، وفي حال وجود أمراض جينية في التاريخ العائلي، فإنه يفضل عمل فحص للجينات قبل الحمل.[١]

ويهدف علاج هذه الفئة من الأطفال إلى جعل الطفل قادرًا على التعلم والتواصل مع الآخرين والتعامل بالمهارات الحياتية اللازمة، وتتضمّن خيارات العلاج ما يأتي:[٣]

  • العلاج السلوكي.
  • العلاج الوظيفي.
  • تقديم النصيحة والمشورة الطبية.
  • الأدوية في بعض الحالات.

عن مدونة بازار السعودية 2

اضف رد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيفية التعامل مع المدير القاسي

هناك دائما رئيس سيء أو رئيس صعب إذا كان مديرك قاسيا  فلا ...