الرئيسية / الصحة والأناقة / التخلص من صداع الرأس المستمر

التخلص من صداع الرأس المستمر

هو صداع تتجاوز فيه أيام الإصابة أيام عدم الإصابة أو الصداع الذي يعاني منه الشخص لأكثر من خمسة عشر يوما في شهر واحد

العلاجات الدوائية

تتضمّن أبرز الأدوية المستخدمة في علاج صداع الرأس المستمر كلًا مما يلي:

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)

يُوصِي الطبيب أحيانًا بتناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية- مثل نابروكسين الصوديوم- لتخفيف أعراض الصداع المستمر؛ إذ تكون هذه الأدوية مفيدة تحديدًا إذا كان الشخص يمرّ بمرحلة انسحاب من مسكنات الآلام الأخرى، فهي مفيدة للاستعمال دوريًا عند حدوث نوبات الصداع الشديدة، ومع ذلك قد تسبب هذه الأدوية أحيانًا بعض التأثيرات الجانبية، مثل الدوخة، والغثيان، والقيء، والغازات، وانتفاخ البطن، والإمساك، والإسهال[٤].

مضادات الاكتئاب (Antidepressants)

تُستعمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants)، مثل دواء النورتريبتيلين في حالات الصداع المزمن عند الإنسان، فهذه الأدوية تفيد في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم المساهمة في حدوث الصداع المزمن والمصاحبة له أحيانًا، كذلك تفيد مضادات الاكتئاب الأخرى، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) والفلوكستين، في علاج الاكتئاب والقلق، بيد أنّ فعاليتها لم تكن بأفضل من الدواء الوهمي في تخفيف أعراض الصداع، ومع ذلك تنطوي هذه الأدوية على بعض التأثيرات الجانبية، مثل الغثيان، وزيادة الوزن والشهية، والتعب، والنعاس، والأرق، وجفاف الفم، وضبابية الرؤية، والإمساك، والدوخة، والهِياج[٥].

حاصرات البيتا (Beta blockers)

تُستخدم حاصرات البيتا في المقام الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهي تستعمل كذلك كعلاج وقائي لنوبات الصداع النصفي عند الإنسان، وتتضمّن أبرز أصناف هذه الأدوية كلًا من الأتينولول والميتوبرولول والبروبرانولول، وقد تسبب هذه الأدوية بعض التأثيرات الجانبية عند الشخص، مثل التعب، والدوخة، والدوار، وبرودة الأصابع، والغثيان، وصعوبة النوم، وكثرة الكوابيس[٦].

مضادات الصرع (Anti-seizure medications)

تبيّن أنّ بعض الأدوية المضادة للصرع تقي الإنسان من الصداع النصفي، لذلك يمكن استعمالها لعلاج الصداع اليومي المزمن، وتتضمّن أبرز هذه الأدوية كلًا من الغابابنتين وديفالبروكس الصوديوم، وهي إلى ذلك تنطوي على بعض التأثيرات الجانبية، مثل زيادة الوزن، والتغيرات السلوكية (فرط النشاط) والغثيان، وتفاقم أعراض الاكتئاب أحيانًا[٧].

حقن البوتوكس (Botulinum toxin)

تُمثّل حقن البوتوكس خيارًا مناسبًا للأفراد غير القادرين على تناول الأدوية اليومية أو تحمّلها، ويكثر لجوء الطبيب إلى حقن البوتوكس إذا تشابهت نوبات الصداع المستمر مع نوبات الصداع النصفي المزمن.

العلاجات البديلة

يشعر بعض الأفراد بالراحة وتراجع أعراض الصداع لديهم عند اتباع إحدى الوسائل العلاجية البديلة، بيد أنّه ينبغي للشخص أن يتوخّى الحذر قبل اللجوء إلى خيارات كهذه، وأن يستشير الطبيب للمفاضلة بين فوائد العلاج البديل ومساوئه؛ فكما هو معلوم، لا توجد حتى الآن دراسات علمية كافية بشأن العلاجات البديلة، التي تتضمّن بأبرزها كلًأ مما يلي[٢]:

  1. الوخز بالإبر: يعتمد هذا العلاج على استعمال إبر دقيقة لوخزها في مناطق محددة من جسم الإنسان، وقد بيّنت بعض الأدلة القليلة عن فعالية هذه التقنية في تخفيف شدة الصداع المزمن ومرات حدوثه، بيد أنّ الأبحاث ما تزال متضاربة بشأنها.
  2. الارتجاع البيولوجي: ثمة قابلية للسيطرة على أعراض الصداع إذا كان الشخص أكثر وعيًا إزاء نوباته واستجاباته الجسدية نحوها ثم تغييرها بعد ذلك، مثل توتر العضلات ومعدل دقات القلب ودرجة حرارة الجسم.
  3. التدليك: تخفف تقنية التدليك أعراض الألم والتوتر، وتُعزّز استرخاء الشخص، ومع أنّ هذه التقنية لم تثبت نجاحها حتى الآن في علاج الصداع، فإنّها مفيدة تحديدًا إذا عانى الشخص من العضلات المشدودة في مؤخرة الرأس والرقبة والكتفين.
  4. بعض الأعشاب والمعادن: ثمّة بعض الأدلّة القليلة بشأن فعالية أعشاب الينسون ونبات البوتيربور في الوقاية من الصداع النصفي أو تخفيف شدة آلامه، والأمر ذاته يسري على الجرعات العالية من فيتامين ب2 (الريبوفلافين)، التي تخفف أعراض الصداع النصفي، كذلك ربما تكون مكملات إنزيم (Q10) مفيدة أحيانًا، في حين تقلل مكملات سلفات المغنيزيوم الغذائية عدد نوبات الصداع عند بعض الأفراد، بيد أنّ فوائد هذه الأعشاب ما تزال قيد الدراسة ولا بدّ من إجراء أبحاث إضافية لتأكيدها، خاصةً أنّها تنطوي على بعض المخاطر والمحاذير؛ على سبيل المثال، ينبغي للحامل أن تتجنب استخدام مكملات الينسون أو فيتامين ب2 أو البوتيربور.
  5. التحفيز الكهربائي للعصب القذالي: تعتمد هذه التقنية على زرع قطب كهربائي صغير (يعمل البطارية) جراحيًا قرب العصب القذالي في قاعدة الرقبة عند الشخص، فيرسل هذا القطب نبضات مستمرة إلى العصب لتخفيف آلام الصداع، وما تزال هذه التقنية قيد الدراسات التجريبية.

نصائح منزلية للتقليل من صداع الرأس المستمر

ثمة مجموعة من النصائح المفيدة التي تخفف أعراض الصداع المستمر أو تقي منه أحيانًا، وهي تشمل عمومًا ما يلي[٢]:

  1. تجنّب مسببات الصداع: يجب على الشخص أن يحتفظ بمفكرة صغيرة يدون عليها جميع الأمور التي تحفز أعراض الصداع عنده، جنبًا إلى جنب مع ذكر تفاصيل نوبة الصداع ووقتها ومدتها والنشاط الذي كان يؤديه خلالها.
  2. الاعتدال في تناول الأدوية: يحدث الصداع اليومي المستمر أحيانًا نتيجة الإفراط في تناول مسكنات الآلام المباعة دون وصفة طبية؛ فهذه الأدوية تؤدي مع مرور الوقت إلى تفاقم شدة نوبات الصداع وكثرة حدوثها، لذلك، ينبغي مراجعة الطبيب فورًا لمناقشة الطريقة المثلى لتخفيف جرعات هذه الأدوية؛ فالقيام بهذا الأمر دون إرشاد الطبيب يعرض الشخص لتأثيرات جانبية خطيرة.
  3. النوم الكافي: يحتاج الشخص العادي إلى النوم 7-8 ساعات يوميًا؛ فاضطرابات النوم من العوامل المساهمة في حدوث الصداع، لذلك، ينبغي للشخص أن ينام ويستيقظ في الموعد ذاته يوميًا، وأن يراجع الطبيب إذا كان مصابًا باضرابات النوم مثل الشخير.
  4. الالتزام بوجبات الطعام: ينبغي للشخص أن يحرص على تناول وجبات الطعام الصحية في الأوقات ذاتها يوميًا، وأن يتجنب المشروبات المساهمة في حدوث الصداع (مثل القهوة والشاي)، وأن يسعى لإنقاص وزنه إذا كان سمينًا.
  5. ممارسة التمارين بانتظام: تضطلع التمارين الرياضية والأنشطة البدنية بدور كبير في تحسين الصحة الجسدية والعقلية للشخص، وتخفيف حالة التوتر والإجهاد عنده (هي من عوامل الخطر المساهمة في حدوث الصداع المستمر)، لذلك، ينبغي للشخص أن يمارس الرياضة بانتظام، وأن يختار الأنشطة التي تستهويه مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة، وأن يمارس تلك التمارين تدريجيًا تحسبًا لأي إصابة.
  6. تخفيف الإجهاد: يجب تجنب التعرض إلى الإجهاد لكونه من عوامل الخطر الرئيسة للصداع المستمر، لذلك، ينبغي للشخص أن ينظم وقته ونشاطاته، ويضع جدولًا زمنيًا لها، ويمارس بعض التمارين والأنشطة التي تخفف التوتر وتعزز الاسترخاء، مثل اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق.
  7. تقليل استهلاك الكافيين: تحتوي بعض الأدوية المستخدم في علاج الصداع على الكافيين نظرًا لقدرته على تخفيف آلامه، بيد أنّ الإكثار من استهلاك الكافيين، سواء في النظام الغذائي أو الأدوية، يفاقم أعراض الصداع، لذلك، ينبغي للشخص أن يتجنب المأكولات والمشروبات المحتوية عليه.

عوامل ترفع خطر الإصابة بصداع الرأس المستمر

ثمة مجموعة من عوامل الخطر الرئيسة التي ترفع احتمال الإصابة بصداع الرأس المستمر، وهي تشمل عمومًا ما يلي[٨]:

الإفراط في استهلاك بعض الأدوية

يزداد خطر الإصابة بالصداع عند الإنسان نتيجة إفراطه في تناول أدويته العلاجية؛ فهذه الأدوية المستخدمة في علاج نوبات الصداع النصفي وصداع التوتر تؤدي إلى تحول الصداع العرضي إلى مزمن، وتتضمن أبرز الأدوية المعروف عنها تسببها بحالات كهذه:

  1. مسكنات الآلام المركبة مع الكافين (بوصفة طبية أو من دونها).
  2. المواد الأفيونية.
  3. أدوية التريبتان.
  4. الإرغوتامين.

تكون هذه الأدوية فعالة في علاج الصداع العرضي عند استخدامها لمدة مؤقتة، بيد أنّ تناولها لأكثر من يومين أسبوعيًا يزيد حدة الصداع عند الشخص، وهو ما يطلق عليه الصداع الناجم عن الجرعات الدوائية الزائدة، وتتراجع آلام هذا الصداع نتيجة تقليل الدواء ثم إيقافه، وهكذا تتحوّل أنماط الصداع المزمن عند الشخص خلال شهرين إلى أنماط عرضية.

الإجهاد

يُعدّ الإجهاد من الأسباب الرئيسة المساهمة في حدوث الصداع العادي عند الأفراد، لذلك ليس بمستغربٍ إطلاقًا أن تؤدي تقلبات الحياة المختلفة وضغوطها اليومية ومشكلاتها إلى زيادة خطر تحول الصداع العرضي إلى مزمن، فضلًا عن دور مسببات الضغط هذه في معاناة الشخص أيضًا من القلق أو الاكتئاب.

اضطرابات النوم

تُفاقمُ اضطرابات النوم المختلفة أعراض الصداع عند الأفراد وتساهم أحيانًا في تحوله لصداع مزمن؛ فاضطرابات القلق المختلفة، مثل صعوبة النوم أو النوم المزعج أو صعوبة الاستمرار في النوم، تشكل جميعها عوامل خطرٍ رئيسةً للصداع المزمن عند بعض المرضى، وقد تتأثر جودة النوم أيضًا بفعل الشخير المزمن، أو نتيجة عدم النوم لعدد ساعات كافٍ، مما يزيد خطر الإصابة بالصداع المستمر أو المزمن.

السمنة

ترتبط السمنة بزيادة عدد مرات الإصابة بالصداع عند النّاس، والمقصود هنا هم الأفراد الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 30، ومع أنّ الصلة بين هاتين الحالتين ما تزال مبهمةً إلى حد ما، فإنّه ثمة بعض العوامل المهمة التي ينبغي الالتفات إليها، مثل النظام الغذائي اليومي والتمارين الرياضية؛ فهذان الأمران ضروريان للمحافظة على صحة الشخص وخلوه من الصداع.

الكافيين

يستخدم الكافيين في بعض مسكنات الآلام لأهميته في تخفيف أعراض الصداع النصفي عند تناوله بين الفينة والفينة، فالحل الأمثل لتناول الكافيين هو يومان أسبوعيًا، أما الإفراط في تناوله فيزيد خطر الإصابة بالصداع عند بعض الأفراد، وكما هو معلوم، يوجد الكافيين في مجموعة متنوعة من المشروبات والمكملات الغذائية والأطعمة مثل الشوكولاته، ويستهلك الناس هذه المادة بكثرة دون درايةٍ منهم أنّها تنطوي على تأثيرات قوية؛ فالكافيين يفاقم أعراض الصداع بالطريقة ذاتها التي يفاقمها الإفراط في تناول الأدوية.

عن مدونة بازار السعودية 2

اضف رد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيفية التعامل مع المدير القاسي

هناك دائما رئيس سيء أو رئيس صعب إذا كان مديرك قاسيا  فلا ...