يكشف قشر بيض النعام عن أقدم شبكة اجتماعية في العالم

.وإذا كان الحمض النووي يعد أداة قوية لدراسة التفاعلات الجينية بين السكان، لكن لا يمكنه معالجة أي تبادلات ثقافية داخل هذه المجموعات القديمة

والآن، تحول علماء من معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشري بألمانيا، إلى مصدر غير متوقع للمعلومات، وهي “خرزات قشر بيض النعام”، لإلقاء الضوء على الشبكات الاجتماعية القديمة.

وخرزات قشر بيض النعام (OES) هي قطع أثرية مثالية، وتعد أقدم الحلي المصنعة بالكامل في العالم، حيث قام البشر بإنتاج الخرزات الصغيرة من القشرة الكبيرة، وخلق ذلك فرصًا كبيرة لاختلافات في الأسلوب، يؤدي رصدها إلى اكتشاف العلاقات الاجتماعية بين المناطق المختلفة.

وخلال الدراسة المنشورة، الإثنين، في دورية “نيتشر”، قام الفريق البحثي بتجميع أكبر قاعدة بيانات على الإطلاق لخرز قشر بيض النعام، تتضمن بيانات لأكثر من 1500 خرزة فردية تم اكتشافها من 31 موقعًا عبر جنوب وشرق إفريقيا، تشمل الـ50 ألف سنة الماضية، وكان جمع هذه البيانات عملية بطيئة للغاية استغرقت أكثر من عقد.

 

 

ومن خلال مقارنة خصائص الخرزات، مثل القطر الإجمالي وقطر الفتحة وسماكة القشرة، وجد الفريق البحثي أنه منذ ما بين 50 ألف و33 ألف عام، كان الناس في شرق وجنوب أفريقيا يستخدمون حبات خرز متطابقة تقريبًا.

وتشير النتائج إلى وجود شبكة اجتماعية بعيدة المدى تمتد لأكثر من 3000 كيلومتر تربط الأشخاص في المنطقتين.

يقول وييمينج وانج، الباحث المشارك للدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد ماكس بلانك، بالتزامن مع نشر الدراسة: “كانت النتيجة مفاجئة، لكن النمط واضحا، فطوال 50 ألف عام عام قمنا بفحصها، كانت هذه هي الفترة الزمنية الوحيدة التي تتماثل فيها خصائص الخرزة”.

ويعد هذا الاتصال بين الشرق والجنوب منذ 50 إلى 33000 عام أقدم شبكة اجتماعية تم تحديدها على الإطلاق، ويتزامن مع فترة رطبة بشكل خاص في شرق أفريقيا، ومع ذلك، اختفت علامات الشبكة الإقليمية قبل 33000 عام، ومن المحتمل أن تكون ناجمة عن تحول كبير في المناخات العالمية.

وفي الوقت نفسه تقريبًا الذي تعطلت فيه الشبكة الاجتماعية، شهدت شرق أفريقيا انخفاضًا كبيرًا في هطول الأمطار مع تحول حزام المطر الاستوائي جنوبًا، وأدى هذا إلى زيادة هطول الأمطار في المنطقة الكبيرة التي تربط شرق وجنوب أفريقيا، مما أدى إلى إغراق ضفاف الأنهار بشكل دوري، وربما خلق حاجزًا جغرافيًا أدى إلى تعطيل الشبكات الاجتماعية الإقليمية.